بعد توقف طويل عن الكتابة التي اتناول من خلالها قضايا الوطن الحبيب بعدما رأيت بأن محبي الوطن كثر والأقلام الشريفة العصية على الانكسار أو التلوث بالحبر الفاسد أكثر.

أجد لزاما عليٌ أن لا أنزع قفازات التحدي وأنا أرى بأن المعركة مع أعداء الوطن مازالت قائمه وتأخذ اشكالاً متعددة ونرى أيضا بأن من يتربصون بوطننا الدوائر أخذوا بتغيير أساليبهم وأدواتهم حسب طبيعة المرحلة.

فها نحن نجدهم الآن في أجواء الربيع العربي أثروا الانسحاب من تحت الضوء وبمحض إرادتهم تاركين وكلاء لهم في كثير من المواقع ولكن الملفت للنظر نجد بأنهم ابتدعوا أسلوبا وبرنامجاً ماكراً فات على الكثيرين من أبناء الوطن الوقوف عنده، فهاهم يستبدلون الفاسد بضعيف حتى ننشغل جميعاً بضعف ذلك المسؤول بل ويتعدى ذلك الى ان البعض منا يتباكى على ذلك الفاسد عندما يرى اداء ذلك المسؤول الضعيف وكأن وطننا العزيز خلا من الكفاءات وأصحاب الرؤى الوطنية الشريفة والهمة الوطنية العالية في حمل مسؤوليات الوطن الجسام.

نعم يجب التنبه إلى هذه السياسة المارقة فعندما تكون مخرجات بعض السياسات الحكومية قضايا فساد أبطالها من أصحاب الفكر الليبرالي الجديد أو الفريق العابر للحكومات فيجب عندها أن يكون البديل على مستوى عال جداً من النزاهة والشفافية والقوة حتى نستطيع أن نعبر بوطننا إلى بر الأمان في ضل الأجواء الملتهبة حولنا وإما عكس ذلك من خلال إحلال المسؤول الضعيف مكان المسئول الفاسد فنحن بذلك نكون اجرمنا بحق الوطن مرتين، مرة عندما استلم الفاسد وغادر بدون حساب والمرة الأخرى عندما حل الضعيف مكانه بدون حول له ولا قوه.

ولكن ليعلم هؤلاء بأن الحلم الأردني له حدود ... وكأني بأبناء وطني يرددون قول الشاعر "بأن العاجز من لا يستبد" نعم لن نكون عاجزين وسنرفع الصوت عالياً حتي تستقيم الأمور ويتولى أبناء وطني الأكفاء سنام الأمور وسيبقى الأردن شعلة أمل ومصدر قوة لأمته العربية وسنحتفل قريباً بمغادرة آخر فاسد لمواقعنا الحكومية وستصل سفينتنا إلى بر الأمان محفوظة بعين الله ورعايته .