رمضان ثقيلٌ، وغاضبٌ، وحذِرٌ في عمَّان
باسل الرفايعة
27-06-2015 05:36 AM
رمضان ثقيلٌ، وغاضبٌ، وحذِرٌ في عمَّان. الصومُ والفقرُ والنيكوتينُ والقلقُ والخوفُ. كل ذلك يسيرُ في الشوارع، وينامُ في البيوت، وينفجرُ أمام مخبز وعند ازدحام ما قبل الافطار. الرجلان اللذان تشاجرا على أحقية الدوْر أمام بائع القطايف، كانا يشتمان الرواتب الضعيفة، والبطالة، والمخاوف المُحتملة من وصول كوارث الجيران.
تدبيرُ الافطار ليسَ أمراً سهلا على نسبة كبيرة من الأردنيين. ثمة خشيةٌ حقيقيةٌ من الأسوأ. المساعدات مشكوكٌ في أمرها، فقد تغيّرت أمزجةُ المنطقة كلها، الدخول تتآكل، والحكومة باتت عاجزةً عن أيّ حل، تراهنُ على ان الناسَ تكتفي بالحدّ المعقول من الأمن، وتفضله على الخبز. وهذا أمرٌ بالغُ الخطورة، على البلاد بأكملها، ويذهبُ بها نحو مزيدٍ من التنازلات، والقبول بالحد الأدنى.
على أنّ اللومَ هنا ليس عادلاً، فأنْ تنجو وسط النكبات، مع بقاء التهديد، فهذا حظٌّ سعيدٌ من ناحية أخرى. تصلي الجمعة، ولا أحد يجاهدُ فيك بتفجير دامٍ، ويعتبرك جسراً يقطعه الى الجنّة. ما يعني أن الامرَ في حدود غضب الطريق وارتفاع نسب الطلاق والبطالة، والوجوم العام.
ربما أكثر من ذلك، فهذه في النهاية ملاحظتي كرجلٍ مغترب.
رمضان أكثرُ ما يَكُونُ قسوةً على الفقراء، مثل الشتاء، والفساد، وغباء الادارة العامة. لكنه رمضانَ محتملٌ نسبياً، بكلّ جوعه وخوفه. تشاهد كثيرين يدخنون في سياراتهم ظهراً، والمطاعم السياحية متاحةٌ للمسيحيين وللمسلمين الذين لا يصومون، وهذا أمرٌ جيّدٌ، فأنت تحتاجُ الى دخل السياحة، والى احترام التوجه الدينيّ لدى مواطنيك. ثمة من يضيقُ بذلك، ويعتبره انتهاكاً لمشاعر الصائمين، وثمة من يُؤيدُ ذلك، ويراه محض اعتدال وحكمة. إلا أنّ البلادَ ما تزال بخير..