بصراحة، لا أؤمن بالتشاؤم ولا التفاؤل، أؤمن بالعمل والإنجاز فقط، ورغم هذا، بت أرغب بمغادرة هذا العالم، سواء مجازيا باللجوء إلى الخلوة الدائمة، أو عمليا وفيزيائيا بالرغبة بالرحيل الأبدي، هذا العالم لم يعد يطاق والله، وما فتئت منذ زمن أستحضر حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- : ( يُوشِك أن يكون خيرَ مال المسلم غنمٌ يَتبَع بها شَعَفَ الجِبال ومَواقِع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفِتَن )؛ رواه البخاري!
-2-
الناس في شرقنا، يدرسون في «جامعة» الحياة، ويحصلون، كالعادة، في النهاية، بعد التخرج، على «شهادة «.. وفاة،
ذلك العاشق الهرم، يصر على الحصول على «شهادة» ولادة قبل كل شيء!
-3-
كمن يقوم بتدوير المواد التالفة، ويعيد استعمالها، ألملم بقايا الأحلام المحطمة، وأحاول أن أصنع منها قناديل تضيء عتم الطريق، وتنصب أقواس قزح، وفرح، في مواجهة كل هذا الخراب!
-4-
حمى البحر:
عُذْرا سَأشْرب حِصّتي مِنْ ماءِ البَحْر، كيلا يَضيع حَقّي ذات سحابة، تُمْطرُ بَعيدا عَنّي!
كل ذلك البوح المجنون، كتبه على رمل الشاطئ، ولم تقرأه إلا موجة رعناء!
فاتني -ذاتَ بَحْر- أنْ أجْمَعَ أصْواتَ النَّوارِسَ في زِقِّ الحَنين!
ننام معا في فراش واحد.. أنا.. والموت!
-5-
ذكر عن بعض السلف أنه قال: كابدت قيام الليل عشرين سنة، وتلذذت به عشرين سنة. أي أربعون سنة وهو يقوم الليل كله، العشرون الأولى كأنه يلاقي تعبا ومشقة، والعشرون الأخيرة يجد لقيام الليل لذة، ويجد له راحة، ويحبه ويتمنى أنه يطول، حتى قال بعضهم: ما أحزنني منذ عشرين سنة إلا طلوع الفجر.
كيف يحزنه؟ كيف يسوءه؟ كيف يستاء؟
ويقول بعضهم: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ويريد بأهل الليل أهل التهجد، وأهل قيام الليل.
-6-
وَسْنى على حِجْرِ القَمَرْ..
هاهَتْ تُنادي باسْمِهِ
فَتَثاءَبَتْ غَمّازَتانِ..وَنَادَتا نَجْمَيْنِ..
وَانْهَمَرَ المَطَرْ!
الدستور