#واحد
في الوقت الذي يهاجم فيه الكيان الصهيوني صحيفة «الدستور» وكاتبها الزميل ياسر الزعاترة , يجلس مسؤول رسمي على مكتبه مفاخرا بأنه لا يقرأ الصحافة المحلية ولا يرى المواقع الإخبارية , ويكتفي بما يقوله مستشاره الإعلامي , لأنه لا يقرأ حتى التقرير الذي يُعده المستشار , الذي بدوره يوكل إعداده الى موظف غلبان في دائرة العلاقات العامة , فالمسؤول والمستشار على عداء مع القراءة منذ أن تحولت الدولة الى اعلام الافتراض واقتصاد الاقتراض , بدوره يدرس صديق قرارا بالتوقف عن الكتابة , حيث يقول الصديق نجاد البرعي: « أنا بفكر جادا أتوقف عن الكتابه لأني حاسس أن ما حدش بيسمع , وان اللي بيسمع مش بيفهم , وان اللي بيفهم ما بيعملش حاجه بما فهمه. وبصراحه حاسس بحالة استنطاع حكومية « .
الكلمة اول بُشرى الأنبياء وأول الأشياء , لذا أهملها العرب وحملها الكيان الصهيوني , الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة لإدراكه معنى الكلمة وأثرها وتأثيرها , فهو يعلم كم عملية فدائية جرى تنفيذها بعد قصيدة أو أغنية , ويدرك كم مظاهرة انطلقت بعد قصيدة أو كتاب أو كلمة مؤثرة , كانت الكلمة أول التراكم الثوري وأول التغيير وأول الانتقال من خانة الحياد الى خانة المشاركة الفاعلة , ولما صارت الكلمات عِلاكا فارغا وكلمة فيها من التزلف ما يفيض عن حاجة الرئيس أو المسؤول سقط العرب في وحل الخديعة ولم يخرجوا منها ابدا , لأن التواصل بينهم انقطع ولأن الدولة فقدت أول ركن من أركان الاتصال مع شعبها وفقدت احساسها به وبالأمة.
اثنان
كل محاولاتي في اقناع أفراد أسرتي بضرورة المشاركة في افطار جماعة الإخوان المسلمين اليوم الجمعة , ذهبت أدراج الرياح رغم نجاحي في ذلك مع قليل من السلطة الأبوية فقد حسمت الأمر لصالحي بواقع صوتين للمشاركة ضد ثلاثة , فالرقم وجهة نظر في النهاية , لكن الافطار تم حظره والجماعة اعتذرت لمن دعتهم وانا منهم , وكنت لأول مرة سأشارك في افطار اخواني لأنها المرة الأولى التي اتلقى دعوتهم , وخسرت منسفا موصوفا من عند «جبري» ومعه صحن كنافة منعتها اسرتي عني بحكم السكري منذ فترة طويلة , حيث يحتاج طبق الكنافة الى إجراء تحليل مسبق لاثبات الكفاءة , ولأن الواقع الطبي في الأردن بخير ولم يصله فيروس اختبارات الكفاءة الحكومية في التعيينات , فإنني افشل دائما في الحصول على كفاءة تؤهلني لتناول صحن كنافة.
ملخص الحديث وبما أنني متضرر وخاسر مثلي مثل كثيرين , فهل يمكننا مقاضاة الجهة الرسمية التي ألغت الافطار وحظرته والعودة عليها بالعطل والضرر المادي والمعنوي ومطالبتها بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بنا معشر المدعوين , علما بأننا لم نتلق دعوة الجمعية المرخصة والمدللة التي اقامت حفل افطارها في اجواء احتفالية وبرعاية رسمية وبحضور رسمي مهيب , فلماذا من حق جماعة أكل الكنافة والمنسف وليس من حق الجماعة الاخرى رغم أنهما من نفس العلبة؟!
ثلاثة
واستمرارا مع العائلة ونهجها فقد حرقت قلبي دمعة زوجتي التي بكت زوجة ابوعصام الثانية , وكيف انها ماتت غريبة ديار واصيلة على حد تعبيرها , ولكنني سرعان ما واسيتها قائلا : يستطيع مخرج وكاتب مسلسل باب الحارة التقدم للحصول على شهادة من غرفة صناعة افلام السينما الهندية بعد ان فاقها غرابة ومقدرة على اجتراح المعجزات من احياء الموتى واعادتهم الى الحارة بل وفاق الهنود في ان ابطاله يتحولون من حياة الى حياة اخرى دون ازعاج , فالزوجة ستعود في الموسم الرمضاني القادم , كما عاد العرب الى الاندلس في مسلسلات رمضان وكما اعادتنا الحكومة الى العصر العرفي الاول وكما عادتا مصر والشام الى حارة اليهود وكما عاد عادل امام مناضلا ثوريا , فشهر الصوم يحمل كل المفاجآت السارة للمشاهد العربي كي يبقى بليدا غارقا في واقعه .
الدستور