استطلاعات الرأي التي تقوم بها جهات متخصصة تقدم خدمة جليلة في إلقاء الضوء على الاتجاه الذي يأخذه الرأي العام تجاه قضايا معينة بصرف النظر عن صحة أو عدم صحة هذا الاتجاه.
المشكلة أن الاستطلاعات التي تجري في بلدنا ، تعطي في بعض الاحيان نتائج متناقضة ، مع أنها تكون قد أجريت في نفس الوقت تقريباً ، مما يشير إلى أن بعض الجهات المنظمة للاستطلاع تتدخل بشكل غير مباشر للوصول إلى نتائج مسبقة ، خاصة عندما تكون هذه الاستطلاعات بناء على طلب أو تمويل جهة محلية أو أجنبية لها مصلحة في الموضوعات المطروحة.
قرأنا قبل اسابيع نتائج الاستطلاع الذي قام به مركز الفينيق وأعطى نتائج بمنتهى التشاؤم والسلبية ، حيث قررت أغلبية المستطلعين أن الاقتصاد الأردني سيء أو سيء جداً.
في الوقت ذاته تقريباً قرأنا الاستطلاع الذي أعده المعهد الجمهوري الدولي ودل على أن الأردنيين متفائلون وإيجابيون جداً ، وأن مسنوبا الثقة العامة بالجيش والقضاء والحكومة مرتفع.
فهل الأردنيون متشائمون كما يقول الاستطلاع الاول ، أم متفائلون كما يقول الاستطلاع الثاني؟.
أغلب الظن أن سر النتائج المختلفة يكمن في صياغة الأسئلة التي توجه إلى الجمهور ، فالصياغة تستدرج المواطن لإعطاء الجواب الذي يتوقعه أو يريده السائل ، خاصة إذا كان المواطن متردداً ، ولا يحمل آراء حادة حول القضايا العامة بهذا الاتجاه أو ذاك ، وبالتالي تسهل قيادته إلى الوجهة المطلوبة.
استطلاعات الرأي ليست مثالية ، ولكنها ضرورية ومفيدة ، شريطة أن نقرأها بروح نقدية على ضوء رأينا بالجهة التي تنظمها والأداة الإعلامية التي تنشرها بشكل انتقائي.
الراي