لماذا ثار العرب على العثمانيين
موفق محادين
24-06-2015 03:59 AM
نظم العرب سلسلة من الثورات الشعبية على الاستعمار العثماني، بدأت بالحرب التي خاضها محمد علي من مصر، مرورا بثورات الكرك وجبل العرب (السويداء) 1910 وانتهاء بالشرارة التي اعقبت قيام جمال باشا السفاح باعدام عدد من رجالات العرب 1916.
ومن مفارقات ذلك اتهام عدد منهم بالاتصال مع القناصل الانجليز والفرنسيين، فيما اظهرت الوثائق ان رجال السلطنة من بقايا الحرس القديم كما من رجال الاتحاد والترقي الماسون كانوا يتخابرون مع الأجهزة البريطانية سرا.
وتكشف يوميات (الليبرالية التركية) خالدة أديب، وهي من اصل يهودي انه لعبت دورا كبيرا القناة الاستخباراتية المذكورة وكذلك مع روسيا القيصرية، وبما يشبه جاسوسات يهوديات اخريات في تلك الفترة واشهرهن الجاسوسة المعروفة بـ (سارة) التي اقامت علاقات مع جمال باشا ومع ولي العهد السلطاني ومع (لورنس العرب) في الوقت نفسه.
وبالاضافة لسياسات التجنيد الاجباري والتتريك والضرائب وسوق الشباب العرب الى حروب الماسون ويهود الدونمة المتحكمين في الباب العالي العثماني، فإن قرون التخلف والجهل والاستبداد والاقطاعات العسكرية التي ميزت الاستعمار العثماني كانت الخلفية العامة لذلك والتي بدأت تداعياتها تظهر اول ما تظهر في نزعات الاستقلال القومي عند شعوب البلقان وخاصة الالبان، وانعكاسات ذلك على المثقفين العرب الاوائل.
وكذلك الضباط العرب في جيش الاستعمار العثماني.
ولدى التدقيق والتمعن في قرون الاستبداد والتخلف والظلام العثمانية المذكورة فلم يعرف العرب لا في تاريخهم الحضاري الذي سبق الاسلام ولا بعده، فقرا واملاقا حضاريا وادبيا ومعرفيا كما شهدوا خلال الحقبة العثمانية.
فمقابل الانجازات الحضارية التي قدمها العرب للعالم كله قبل الاسلام عبر حضارات سومر واكاد واشور واوغاريت والفراعنة، ومقابل ما قدمه العرب وشركاؤهم الفرس في التاريخ الاسلامي من فلاسفة وعلماء في الطب والرياضيات والكيمياء والعمارة والموسيقى.
كان القحط الثقافي والحضاري سائدا في الحقبة العثمانية بل ان العرب الذين كانوا يوصفون بأمة الشعر والشعراء لم يقدموا حتى نهاية القرن التاسع عشر ما يليق بتقاليدهم الشعرية والأدبية والحضارية.
العرب اليوم