نأسف لقساوة العنوان، لكنها الحقيقة المؤلمة، تلك التي تمر بها العلاقة بين لاعبي دوري المحترفين وانديتهم، التي وصلت الى مرحلة لا يمكن السكوت عليها، ان كنا نتحدث عن عقود موثقة واحتراف على الاصول نمارسه على ما يبدو شعارا، وعند التطبيق يتنصل العديد من الاندية في تنفيذ شروطه وبنوده الواضحة، فيحدث الخلاف ويغدو اتحاد الكرة هو الجهة المثلى لتحصيل حقوق اللاعبين فيما بعد عندما تصل العلاقة بينهما الى طريق اللاعودة حيث يتجاهل بعض الاندية قضية الوفاء بالتزاماته وهي نفسها التي جهدت ودخلت في وساطات عديدة مع اللاعبين لاستقطابهم، وعند الاستحقاق تتنكر لحقوقهم وكأنها تمارس ما يشبه عميلة النصب على رؤوس الاشهاد "عينك عينك"..!!

نطالع كل حين عزم اللاعبين تقديم الشكاوى على انديتهم وتعمل لجنة حقوق اللاعبين في اتحاد الكرة على انصاف هؤلاء المظلومين واعطائهم مستحقاتهم بالزام الاندية على دفعها باعتبارها حقوقا واضحة لا تحتاج لقضاء يبت فيها ما دام الاتفاق شريعة المتخاصمين وما دام نظام الاحتراف يفرض على الاندية واللاعبين اشهار عقودهم وتنفيذ بنودها من دون مراوغة او تسويف.. لكن السؤال المطروح؛ لماذا تصل العلاقة بين الاندية واللاعبين الى هذا المستوى من الانحدار بحيث تغيب لغة الحوار ويصبح اللاعب بين ليلة وضحاها وكأنه يطلب معونة ويستجدي حقه المسلوب وكانه غريب برغم ان اللاعب نفسه وجد من الحفاوة والاهتمام عند مراسم توقيع العقد الكثير فهل نهلل للنجم عند الحاجة وتنتهي العلاقة الحميمة عند نهاية مشواره مع الفريق؟!

نتابع حركة انتقالات اللاعبين بين الاندية حاليا والتي ازدهر سوقها قبل انطلاق المنافسات الرسمية ونشير الى هذه القضية المهمة باعتبارها باتت تؤرق اللاعبين وتدفعهم لتغيير بوصلة اتجاههم تجاه بعض الاندية حتى لا يقعوا بمثل المواقف التي سبقهم اليها زملاؤهم من قبل .. برغم ان مثل هذه الامور لا نسمع عن حدوثها في اندية اوروبا حيث تزدهر سوق اللاعبين بسبب العقود الملزمة التي تحفظ حقوق الطرفين…

نتنمى ان نطبق الاحتراف على اصوله وان تحترم الاندية التي تستقطب المزيد من اللاعبين التزاماتها تجاههم وان لا يقتصر عمل الاتحاد على انتزاع الحقوق وانما التدخل في تنظيم تلك العقود ومراقبة تنفيذها حتى لا يقع اللاعبون ضحايا لاندية تريد تحقيق البطولات ولا ترغب بتوفير ابسط الحقوق للاعبين ..!

العرب اليوم