السؤال أعلاه كان يشكل تهمة واحدة توجّه لمن ظهرت عليهم النعمة الفُجائية بوقت قصير بعد حملهم لحقائب المعالي، أو جلوسهم على كراسي العطوفة, أو السعادة.
السؤال أعلاه اليوم صار يُجمع الكثير من التهم إذا وُجّه لعامة الناس من الذين كانوا طيبين, وما عادوا يكترثون لو خسروا طيبتهم للأسف الشديد؟!.
من أين لنا كل هذا الرصاص, وكل هذه البنادق؟، ومن أين لنا كل تلك الحراب، والخناجر، والهراوات؟، من أين لنا كل هذا البطش، وكل هذه القسوة؟، من أين لنا كل هذا الثقاب، والحرائق التي نُشعل بها إنسانيتنا؟!!
لا تستهجنوا أسئلتي!, ففي زمن لا يزيد عن عشرين دقيقة من موعد صلاة الفجر كان الرصاص يندلع ليطغى على دعوة المؤذن بأن "الصلاة خير من النوم"!, وفي زمن كان يذرع فيه المُسحر طرقات الأحياء ليوقظ الناس, كانت ثُلة من حُثالة قد سبقت صاحب الطبل فأيقظت الناس إزعاجا بأصوات كوابح ودواليب دراجات نارية!, وخلال تسبيحات الله بين صلاة الظهر, والعصر كانت تنفجر دماء "مقاتلين" يقاتلون جيرانهم, وأقربائهم, وأصدقائمه من أجل ماذا, لا ندري؟!, وفي اليوم الذي احتفل فيه العالم و"جوجل"أيضا بيوم الأب نجد كهولا يحترقون حد التفحّم!, ونكتشف جثثا لآباءوقد تعفّنت وفاحت منها رائحة العقوق ونكران الأبوة!,,
وفي ليالي "التراويح" نجد من يهجرون صلواتهم, وإنسانيتهم ليقوما باقتحام مساكن المصلين كي يسطوا على مُقتنياتهم!.
لن أزيد, حيث لو أردت لملأت هذه الشاشة التي أمامكم بكل ما يدعو للتقيؤ, وليس بكل ما لذ, وطاب!.
أنا فقط أسأل: من أين لنا كل هذا في الشهر الكريم؟!, ولا أسأل: من أين لنا بكل هذه القطايف بالجوز, والجبن, وقمرالدين, والمناسف, والمشاوي, والعصائر, وفاكهة الصيف التي اقترنت بفاكهة الشتاء, من أين لنا كل هذه الخيرات ونحن على ما فيه من كل ما ذكرت؟!
ليتنا نصوم عن كل تلك الخيرات ونُفطر على "راحة" ليست من تلك التي تُقدّم ضمن عُلب الحلوى,بل تلك التي تختص بالضمائر!!!