امي ورمضان وزمان
المحامي معاذ وليد ابو دلو
22-06-2015 04:52 PM
مهما كبرنا الا اننا نبقى اطفالاً في احضان امهاتنا، دخلت على امي اطال الله عمرها قبل ايام واذ هي تعد الايام المتبقية لبدء شهر الرحمة رمضان، رميت نفسي في حضنها ,وقلت لها ابنك كبر يا امي وكبر ما يجول في خاطره، قلت لها اتذكري رمضان وكيف كنت اصوم وانا صغير , ضحكت وقالت اذكر انك لم تفطر اي يوم منذ صغرك
قلت لها رمضان وكل شيء كان ونحن صغار اجمل ,ردت نعم لكن يجب ان نتفاءل في القادم يا بني , قلت لها ماذا سوف تعدين لنا طعاماً في اول يوم رمضان قالت : لك الخيار اول يوم
قلت لها امي كبرنا انا واخواني واعرف اننا نتعبك في بعض الاحيان من كثرت مطالبنا , ردت امي مهما وصلتم من العمر وكبرتم تبقوا الصغار الذين اخاف عليهم من نسمة الهواء ,وسوف اقدم لهم ما استطيع وانا مبسوطة
كم انت كبيرة يا امي
قلت لها ماما
يعود رمضان واوضاع الامة لا تبشر بالخير يعود الشهر الذي يحبه كل كبير وصغير ولكن يا امي رمضان زمان كان غير
اتذكري يا امي كنت اصغر وكان ابي اكثر شبابا
كانت جدتي اقوى
كنا نسهر و ننتظر سماع صوت المسحراتي تلك الشخصية الجدلية
كانت فترة الغروب هي فترة الطمأنينة والهدوء
كان الجيران يتشاركون في الاطباق
كان زميلي المسيحي على مقاعد الدراسه ياتي ليفطر معي
كانت الاخبار بدون دماء يا امي
كان رمضان يجمع ابناء الوطن كافه
كان التلفزيون الاردني ومسلسل ابو عواد وبرنامج فكرواربح غير
كان مسلسل مرايا وسوريا بخير
كانت ليالي الحلمية والقاهرة انظف
كان انتين الارسال اقوى من كل الاشتراكات والستلايتات
كان دكان الحاره افضل من المولات
كان المشروب الحصري لرمضان التمر هندي والخروب هو العلامة المسجلة
كانت الحلوى الحصرية والمعتمدة في رمضان القطايف
كانت لمة الفطور تصدر من خلالها قرارت اقوى وافضل من قرارت جلسة مجلس جامعه الدول العربية
لكن مهما دارت الاحداث و تغير الزمان يبقى رمضان شهر الرحمة والغفران
كل عام والجميع بخير اعاده الله على الامة العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات دون سفك دماء