حكمة وعبرة من مفاوضات طابا .. !
عودة عودة
21-06-2015 04:03 AM
لانملك إلا أن نقول: مبروك... وأجمل التهاني للأشقاء في مصر، الذين احتفلوا مؤخرا بالذكرى الخامسة والعشرين لعودة طابا إلى السيادة المصرية ،آخر بقعة من أرض سيناء وتحرير كامل التراب الوطني المصري.
وطابا ..المحررة هذه التي تجلس قبالة شقيقتها العقبة الأردنية،هي قطعة صغيرة من الأرض مساحتها لا يتجاوز 508,8 فدّان ليس غير، لم يكن طريق المفاوضات التي دامت ست سنوات لاستردادها من العدو الاسرائيلي سهلاً.. وميسراً بعد أن قام مبكراً بتحريك علامات الحدود وقبل انسحابه من سيناء للتلاعب في الحقائق على الأرض مدعياً أن طابا هي في نطاق فلسطين تحت الإنتداب البريطاني.
وكما يفعل جون كيري وزير الخارجية الامريكي وغيره في هذه الأيام في القيام بزيارات مكوكية للضغط على الفلسطينين والسوريين والعرب والايرانيين وغيرهم.. جاء ألكسندر هيغ وزير الخارجية الأمريكي عام 1983 إلى القاهرة ليعرض و(لمصلحة إسرائيل) توقيع إتفاق جديد مابين مصر وإسرائيل تضمن شروطاً جديدة ومنها: إتمام الإنسحاب المتفق عليه كاملاً مقابل تنازلات من مصر في مسألة طابا، حيث رفضت مصر المساومة على شبر واحد من أرض سيناء بشكل قاطع وإعتبرت طابا عاصمة مصر الأولى.. والأرض المقدسة متمسكةً بالمعاهدة المصرية الإسرائيلية (المستندة إلى قرار مجلس الأمن 242 ) التي حددت: «إن الحدود الدولية هي الحدود المعترف بها بين فلسطين ومصر تحت الإنتداب» .
بعد ذلك شكل المصريون لجنة قومية للدفاع عن طابا من خيرة القانونيين والعسكريين والدبلوماسيين وخبراء المساحة قدموا آلاف الوثائق والأسانيد القانونية والتاريخية والجغرافية أكدت وقوع طابا في سيناء منذ بداية الحكم العثماني وحتى النكبة الفلسطينية عام 1948 . وأخيراً.. أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها في 27 أيلول 1988 نص على : (أحقية مصر في ممارسة السيادة على كامل ترابها وتسليم طابا إلى مصر في 15 آذار 1988 ورفع العلم المصري عليها في 19 آذار 1989 )، ورفضت هيئة التحكيم طلباً أخيراً لإسرائيل لإستمرار ملكيتها لفندق فيها (فندق هيلتون) ودخول الإسرائيليين إليها بدون جوازات سفر...
الجديد.. في المفاوضات المصرية الإسرائيلية حول طابا: فشل المفاوض الإسرائيلي في تحقيق هدف خبيث كان يسعى إليه وهو تأكيده مبدأ أن إسرائيل لا تنسحب من (كل) الأراضي العربية المحتلة ولو كيلو متراً مربعاً واحداً وبذلك تحقق لها سابقة ممكن أن تستغلها فيما بعد وتطبقها في مفاوضات مع أطراف عربية أخرى.
بعد أن "ضاع الدليل" لإسترجاع أراضينا المحتلة عام 1967 كاملة في الضفة الغربية والقدس والجولان ألا يمكن و(بإجماع عربي) الإستفادة وأخد الدروس والعبرة من « وَصْفَةُ طابا» هذه والعودة لمطالبة إسرائيل بالإنسحاب كاملاً من الأراضي العربية المحتلة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي 242 الذي ينص على الإنسحاب وحل مشكلة اللاجئين ..وما ضاع حق ووراءه مطالب..!
Odeha_odeha@yahoo.com