ما يحدث ليس تطويرا يا وزير التربية
ميساء القرعان
20-06-2015 07:25 PM
ما أسهل أن يتحدث أي شخص في العملية التربوية وفي الوقت ذاته ما أصعب أن يكون هنالك مقياس لمعرفة الخطأ من الصواب مما يقال ومما يكون مدارا للتنظير.
لم يختلف اثنان في أن امتحان مادة اللغة الانجليزية كان تعجيزيا بامتياز، وكان لدى الطلبة واساتذة اللغة الانجليزية براهينهم في حين جاءت ردة فعل الوزارة لتكذب كل ما قيل وتثبت ان الاسئلة من المنهاج لكنها جاءت بهذا الشكل بهدف التطوير؟
ويتساءل كثيرون: هل يكون التطوير في القفز فوق الحواجز؟ وهل يكون في صياغة اسئلة غير نمطية؟ وان كنا نرغب في مقاومة النمطية كي نخلق جيلا يستخدم عقله في استنتاج أي الأجوبة صحيحة فهل يكون ذلك بين ليلة وضحاها؟ علما أنه في القرارات التي اتخذتها الوزارة لتصويب اوضاع الطلبة بعد التصحيح كانت قد اعتمدت 7 اجابات صحيحة لسؤال!!!! وهذا يدل على أن من وضعوا الاسئلة لم يأخذوا بعين الاهتمام الدقة أو مقياس فهم الطالب أو قدرته على الاستنتاج، هو تطوير عشوائي وهذا أقل ما قد يقال في امتحان اللغة الانجليزية، وفي الرياضيات كانت بعض الاسئلة غير معتادة وغير مألوفة ايضا، وصعبة جدا، هل هذا ايضا يصب بهدف التطوير وإعادة هيبة التوجيهي؟
ليس بهذه الطريقة يكون التطور والتطوير في العملية التربوية، وما هكذا تعاد هيبة التوجيهي، لأن هذا التحدي الذي يوضع به طالب التوجيهي يجعله ناقما على العلم أو لا مبالٍ أو محبطا، والمشكلة ان ابناءنا الطلبة شباب المستقبل هم عماد هذا الوطن الذي يحتاج شباباً منتمين لا مغتربين نفسيا عن واقعهم وناقمين عليه..
معالي وزير التربية: أقول لك: ان تعليم الطالب وتدريبه على الاسئلة غير النمطية واعمال فكره الابداعي لا يكون بوضعه فجأة في اختبار، بل هي عملية تربوية تعليمية طويلة المدى يجب أن تبدأ تدريجيا من بداية دخول المدرسة الى ان يصل مرحلة التوجيهي، وغير ذلك فإن أي تطوير هو بنظر الطلبة كارثي ويعدونه انتقاما ويجعلهم ناقمين.
وفي عملية التطوير التي تحتاج سنوات يجب أن يؤخذ بعين الاهتمام تطوير مهارات المعلمين كي يكونوا قادرين على تعليم الطلبة اسس التفكير الابداعي..
العملية ليست سهلة على الاطلاق، وتحتاج دراسة وتحتاج تطوير من يتبنون عملية التطوير وتغييراً في اساليب التعليم وفي المناهج التي تعتمد التلقين منذ وعينا على التعليم..
تبقى أن أقول أنكم تتخبطون تحت مظلة التطوير ومن يتخبط اكثر منكم هم الطلبة الذين لم يحظوا حتى بفاصل زمني مناسب بين امتحان يكون مدار بحث وحديث الساعة وبين امتحان آخر وهم صائمون..
هؤلاء امانة في اعناق من يتولون العملية التربوية برمتها وكل ما قد قد يحدث لأي منهم بدءا من اضطراب نفسي أو شعور باللامبالاة وانتهاء بانحراف تام عن مسار العلم والتعليم هو مسؤوليتكم..
والاعتراف بالخطأ والتراجع عنه هو ما قد يعيد للعملية التربوية هيبتها هذا العام
Dr.maysaquraan@yahoo.com