المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام
17-06-2015 06:05 PM
عمون - بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطيب للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان، أن يرفع التهنئة الصادقة إلى الأسرة الأردنية الواحدة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والعائلة الهاشمية، وجميع الإخوة المسلمين الذين نكنّ لهم كل تقدير ومحبة واحترام، راجين أن يعود هذا الشهر الفضيل وبلدنا الأردن الغالي باقٍ واحة أمن وطمأنينة واستقرار، ومنارة عالمية للحوار والعيش المشترك والتلاحم على الخير بين أبناء الشعب الواحد.
يطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام ، فيما يتم إحياء الذكرى السنوية الخمسين، لوثيقة "في عصرنا" - Nostra ætate، حول علاقة الكنيسة بالأديان الأخرى، والتي أفرزت منذ نصف قرن مكانة خاصة للإسلام والمسلمين، وتصلح في يوبيلها الذهبي للتفكر والتأمل في هذا الشهر الفضيل، تعزيزاً لقيم العيش المشترك، ولأسس الحوار القوية المتينة، ولقيم المواطنة السليمة. ولقد شكلت تلك الوثيقة خارطة طريق لكل مبادرات الحوار التي جاءت على مدار نصف قرن، وكان لمملكتنا الحبيبة مبادرات جمّة واستضافات دولية.
تقول الوثيقة التي تعتبر الأولى والأهم في القرن العشرين، وأطلقت باباً واسعاً للحوار بين المسلمين والمسيحيين: "تنظر الكنيسة بعين الاعتبار إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد الحي القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر. ويجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم حتى لأوامر الله الخفية، كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي. وإنهم يجلون يسوع كنبيّ وأن لم يعترفوا به كإله، ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحياناً بتقوى. علاوة على ذلك أنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت؛ ويعتبرون أيضاً الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لاسيما بالصلاة والزكاة والصوم. وإذا كانت قد نشأت، على مر القرون، منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين، فالمجمع المقدس يحضّ الجميع على أن يتناسوا الماضي وينصرفوا بالخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعززوا معاً العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس".
ويطيب للمركز الكاثوليكي كذلك أن يؤكد على احترامه العميق وتقديره للدور القيادي الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، من أجل تعزيز فهم أفضل للقيم التي يعلنها الإسلام والعيش الودّي بين مؤمني مختلف الديانات، من خلال إطلاقه سلسلة من المبادرات الهامة لصالح الحوار بين الأديان، ومن بينها "رسالة عمّان"، و"أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، كما يؤكد المركز على الجهود السامية لجلالته، في الحفاظ على التعددية الدينية الراقية، وعلى الهوية العربية المسيحية، والتي تمثلت في استضافة الاخوة المهجرين قسرياً من الموصل، وكذلك في دعوة جلالته على المنابر الدولية الى ان الاحترام المتبادل بين اتباع الديانات هو ضرورة قصوى، وقد جاء في خطاب جلالته في الجلسة الرئيسية للمؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية قبل أيام: "إن الغالبية العظمى من الناس في عالمنا اليوم ينتمون لمجتمعات دينية، حيث يشكل المسلمون والمسيحيون وحدهم أكثر من نصف سكان العالم، ونعيش جنبا إلى جنب كمواطنين".
وكذلك فإن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ينظر بعين التقدير إلى ولائم الإفطار التي ستدعو إليها العديد من المؤسسات الكنسية العاملة في خدمة المجتمع، والتي من خلالها تجمع أبناء الشعب الأردني الواحد، وتشكل فرصة هامة لتمتين أواصر الصداقة والمحبة وجذور العيش المشترك.
وختاماً يدعو المركز أن تكون أيام الشهر المميّز هذه أيام صلاة وتوبة لله عزّ وجلّ، ليحفظ الأردن وقيادته وشعبه آمناً مستقراً، وليعيد الهدوء والطمأنينة إلى المنطقة العربية وإلى سائر بلدان العالم التي تطمح للعدل والحرية والسلام. وليس أفضل من هذا الشهر المبارك، لكي ندعو إلى وقف إطلاق النار والتقاتل بين الإخوة والأشقاء.
وكل عام وأنتم بخير.