هاتفتني ليلا وهي على معرفة بأنني أجلب لنفسي (وجع الراس) بامتياز إذا ما كانت القضية قضية إنسانية، بعد حديثها معي لم يجدِ البنادول نفعا واستمر الصداع لدي حتى ساعات الصباح.
هي تروي قصتها بكل عفوية وصدق، وقصتها هذه يجب أن يوقع عليها مركز الحسين للسرطان، قالت وهي تبكي بمرارة: (جننونا بافحصي واحنا معك) وفحصت واكتشفت أن لدي سرطاناً سريع الانقسام في الثدي، فسألتها ولماذا تبكين؟ فقد اكتشف مبكرا، فكان ردها أنها اعطيت موعداً لمدة شهرين بعد الكشف ومثل هذا النوع قد لا ينتظر، وانه تبع الشهران شهر آخر بسبب سفر الطبيب، ومصيبتها الفعلية التي قد لا تبدو لكثيرين أنها مصيبة أن المركز يطلب منها 2000 دينار بدل ثدي تجميلي بعد الاستئصال التام أما البديل فهو محاولة اقناعها بأن لا خلل ان بقيت بلا ثدي شكليا غير ان وضع الثدي الشكلي اصبح يعد عملية تجميل وليس عملية علاج ، علما بأنها مؤمنة صحيا وهنالك جهة تغطي نفقات علاجها.
وهنا أطرح تساؤلات كثيرة: هل الضرر النفسي الذي ينشأ بعد ازالة الثدي اقل شأنا من الضرر الجسدي؟ وهل من الممكن لأي انثى في الوجود أن تتعامل مع الموضوع وتتقبله؟ هي تتألم من الشكل الذي تتخيله بعد العملية بحجم يساوي ألمها لاصابتها بالسرطان، هم لا يدركون ذلك ولا يأبهون لوضعها المادي الذي لا يسمح لها بتأمين مبلغ ألفي دينار.
هي أنثى مثل كل الإناث وليست مريضة سرطان فقط، عن نفسي تألمت كثيرا لإصابتها بهذا النوع وخشيت عليها من التأخير في التدخل الجراحي، لكنها كأنثى تتألم لأن لا قدرة مالية لديها لتجميل ما سيتم استئصاله وتتالم لأن المركز يفترض بأن هذا التدخل تجميلي وهي لا تراه كذلك، وحقيقة انا وكل من يتتبع المنطقلن نراه كذلك، هو ترميم يتبع حالة علاجية ومرضية وفي منطقة بالنسبة للانثى على قدر من الاهمية نفسيا، ترى هل يعرفون أن الحالة النفسية لمريض السرطان قد تعجل علاجه وقد تسمح للخلايا بالتكاثر بشكل غير متوقع؟ أظنهم يعرفون وبعض الظن اثم، أو قد يعرفون ذلك تمام المعرفة غير أن الحسابات المادية أصبحت تطغى على الحسابات الانسانية والعلاجية والنفسية
قضية هذه المرأة بشقيها العلاجي والترميمي الذي أصبح يعد تجميليا بين أيدي مسؤولي مركز الحسين للسرطان، واتمنى ان تجد من يمنحها الاهتمام دون ردود أفعال دفاعية وأن يعاد النظر فيما يسمى بالثدي التجميلي، فذاك يختلف تماما عما تتعرض له مصابات سرطان الثدي اللواتي تضطرهن الحالة للاستئصال والجراحة
وكي تستمر النساء وثقة النساء بهذا الصرح الذي يجب ان يبق محافظا على اسمه وسمعته محليا عربيا ...وكي لا تخشى النساء الفحص المبكر لا بد من تدخل مبكر ومنطقي أيضا.
Dr.maysaquraan@yahoo.com