وزير التعليم العالي حشد ضد رئيس "اليرموك"
14-06-2015 05:36 AM
ما أن تسرب للإعلام بأن وزير التعليم العالي، الحالي مرشح للوزارة حتى صعدت آنذاك اصوات اكاديمية ضد تعينه، يومها قلنا يجب اعطاء الرجل فرصة وأن الهجوم لا بدّ انه محكوم لمواقف لا معنى لها في العمل التنفيذي العام والذي لم يجرب به الرجل.
قصة نجاح الوزير في بناء وتأسيس الجامعة الألمانية تحاط اليوم بكثير من الجدل من حيث الكلفة الخيالية لبناء اربع كليات وباستقلالية كاملة لم تتاح لغيره من رؤساء الجامعات وتقارير ديوان المحاسبة تشهد على تجاوزات بالسعر المرتفع لمتر البناء والذي تجاوز الألف دينار، وفي المقابل فإن رئيس جامعة اليرموك الذي حشد وزير التعليم العالي ضده في آخر جلسه قام بتسديد 12 مليون دينار من مديونية الجامعة وابتعث أكثر من 113 مبعوث جديد لتجديد دماء الجامعة باعضاء هيئة تدريس جديدة، وطرح عطاء بناء كلية طب بما لا يتجاوز مبلغ 250 دينار للمتر المربع وتم فتح اربع تخصصات جديدة وبناء كليتين في الجامعة وتحسين الكثير من النظم والتعليمات، لكن ثمة نقد من رئيس مجلس أمناء الجامعة بأن رئيسها يستجيب لمطالب الأقسام والدوائر الأكاديمية، والصحيح أن هذه نقطة ايجابية وليست سلبية لأن القسم العلمي هو الوحدة الأولى في الإدارة الجامعية.
حسب مصادر مجلس التعليم العالي ثمة حشد وتوجيه كان للتصويت ضد التجديد للدكتور الموسى بالرغم من أن تقرير اللجنة المشكلة لمراقبة الأداء من ذات المجلس اشادت به وبانجازته، والمصادر تقول أن الرئيس القادم محدد، وجامعة اليرموك حسب التقرير، وفي المقارنة بين حالتي اليرموك والتكنولوجيا وبالرغم من أن رئيس اليرموك حظي باصوات أكثر داعية للتجديد له إلا أن الوزير قرر أو وجه المجلس إلى قرار عدم التجديد للموسى، أما في حالة جامعة العلوم والتكنولجيا فعندما صوت عدد اقل للتجديد لرئيسها السابق، فإن الوزير قرر الذهاب لديوان الرأي والتشريع ثم فتح باب الترشيح وفي تلك الجلسة ظهر ضعفه ووجه الحقيقي.
هذه الوضعية لم تخلُ من تكثيف للجهود قبل الجلسلة الأخير بالايماءلاعضاء في مجلس التعليم العالي، ضد التصويت للتجديد للدكتور الموسى في رئاسته لليرموك التي يقدر الجميع أنها لم تشهد نهضة تعليمة وإدارية منذ زمن الدكتور عدنان بدران إلا في زمن الدكتور الموسى.
في المحصلة هناك وجوه مخلصه للعمل في مجلس التعليم العالي وأخرى طامحة برئاسة جامعات، وقد نجح بعض الأعضاء في منع الوزير من تنفيذ طموحه بتخفيض اعداد المقبولين في تخصصات الطب من المحافظات من 5 الى 2 وهذا أمر في غاية الخطورة في فكر الوزير الذي يحتاج للكثير لبناء الثقة فيه.
اخيراً، لم يكن الدكتور عبد الله الموسى سيئا في رئاسة للجامعة الأردنية بل مثال في الخُلق وأسس كلية الملك عبد الله لتكنولوجيا المعلومات، كان بحسب من خبروه يقابل الجميع ويحترم الكل، وفي جامعة اليرموك سار على نفس النهج، صحيح أنه لا يحترف السياسة او لا يحضر بالمشهد العام كثيرا، لكنه كان رجلاً مثابراً ومعتدلاً في إداراته التي شغلها، ولم يحسب على أي جهة وكان يستمع للجميع ويعمل بهدوء مفرط احيانا دون جلبة، فهنيئا له خروجه بهذه السيرة المحترمة من قبل مجلس تعليم عالٍ يتخبط وفاقد للبوصلة والقبطان.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور