إسرائيل .. ونصيحة ماكميلان .. !
عودة عودة
13-06-2015 04:20 AM
قبل ايام قليلة، رفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقيرته بالشكوى من حملة المقاطعة اقتصاديا واكاديميا لاسرائيل من دول اعطت قبل 67 عاما الحق لها في الوجود..
وكما يبدو فقد خرج نتنياهو عن طوره هذه المرة عندما قال :علينا صد الاكاذيب وتوحيد الصفوف والوقوف معا اليسار واليمين الاسرائيلي وقفة رجل واحد لنقوض اكاذيب اعدائنا وتاكيد حق اسرائيل في الوجود والعيش بسلام..
وهاجم نتنياهو قادة حملة المقاطعة لاسرائيل فقال: ( انهم لا يرون ان الاستيطان في الضفة الغربية هو لب الصراع وانما يرون ان استيطاننا في تل ابيب وحيفا والقدس ويافا هو لب الصراع ..!متهما الفلسطينيين بالهروب من المفاوضات ..ويسعون لفرض عقوبات وقرارات ضدنا في مجلس الامن ..و يوسفني ان هناك في اوربا ودول اخرى من يقع في مصيدة هذا النفاق المنظم .)
ولاول مرة نرى نتنياهو يتوسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقائه وعلى عجل لاحياء عملية السلام داعيا جهات عديدة دولية اقناع الرئيس الفلسطيني بلقائه في اقرب وقت.
وكشفت صحيفة (هآرتس) ان اسرائيل شرعت قبل اسبوعين في اتصالاتها الدبلوماسية المكثفة مع الاتحاد الاوروبي لارجاء قرار مفوضية الاتحاد بنشر تعليمات (علامة المنشأ)لمنتجات المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية و القدس والجولان المحتلة لمنع تسويقها في شبكات التسويق في القارة الاوربية خاصة ان الاتحاد الاوروبي ينفد ومنذ اشهر قراره بحظر بيع اللحوم ومنتجات الحليب من المستوطنات وسط توقعات اسرائيلية بتوسيع الحظر ليشمل منتجات اخرى .
وقد انضمت صحيفة (يديعوت احرونوت)اليمينية الى الحملة لمساندة حكومة نتنياهو زاعمة ان حملة مقاطعة اسرائيل اقتصاديا واكاديميا اصبحت تهديدا استراتيجيا لوجود الدولة اليهودية خاصة ان عددا من التنظيمات الطلابية ومراكز الابحات و وسائيل الاعلام الامريكية اعلنت رغبتها في الانظمام الي هذه المقاطعة ..خاصة وان صحيفة(نيويورك تايمز) الامريكية منحت منبرا لمؤيدي هذه المقاطة.
وحظرالرئيس السابق للموساد(افرايم ليفي) (الحكومة الاسرائيلية من نجاح مماثل لحملة المقاطعة الاوربية والامريكية على غرار النجاح الذي حققته حملة المقاطعة في جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري وادى الى حسم معركة تغيير النظام العنصري في جنوب افريقيا ومجئ نيلسون مانديلا لقيادتها وقيامه بالغائه....
الشمس لاتغطى بغربال..اسرائيل تريد بلع فلسطين كلها واكثر ..فهي وراء تعثر عملية السلام على اساس حل الدولتين وعلى مدى نحو ربع قرن..فقد تحولت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وبلا استثناء الى حكومات استيطان ومستوطنين ، وتكرار اكاذيبها بشان حل الدولتين وطرحها افكارا لن يقبلها احد حتى اصدقائها وبناتها الاوائل وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها :مثل يهودية دولة اسرائيل وضم القدس والمستوطنات والاغوار والجولان الى الدولة العبرية وعدم واعترافها باي قرار صدر عن مجلس الامن بشأن القضية الفلسطينية وعدم اعترافها بالمبادرة العربية للسلام ..
بعد هزيمة السويس 1956 زار (هارولد ماكميلان) رئيس وزراء بريطانيا الاسبق مصر ..فادرك في نهاية الزيارة الخطر الكبير لبريطانيا في محاولة تغيير مصر، ومن يجب ان يتغير ليس مصر وانما بريطانيا لان العالم كله يتغير.. وقال :لقد استعمرنا وحاربنا مصر العام 1956 من اجل الهند التي لم يعد استعمارها مجديا اقتصاديا.. وبعد هزيمة السويس هذه شرع البريطانيون للتخلص من مستعمراتهم واحدة بعد اخرى ... وباقل الخسائر ..!
على اسرائيل ان تعتبر من نصيحة العجوزماكميلان هذه لان العالم كله يتغير الان الا اسرائيل، وعلى اسرائيل ان تتغير وبخسائر قليلة ..قبل ان يغيرها احبابها قبل اصدقائها ..!
الرأي