الرحلات السندبادية للنواب .. حرام عليهم
عماد شاهين
06-05-2008 03:00 AM
انصح اي حكومة بالعالم لا تريد شر النواب ان تمنحهم امتيازات للسفر والمياومات كما هو معمول به عندنا في الاردن بعد ان حطمنا الرقم القياسي بالموازنات المخصصة لذلك حيث بلغت الوفود النيابية التي شكلها «كابتن» مجلس النواب عبدالهادي المجالي للسفر خارج الاردن «18» وفدا زارت «12» دولة عربية واجنبية في ثلاث قارات هي افريقيا وامريكا الشمالية واسيا بلغت كلفة رحلاتهم «السندبادية» ربع مليون دينار لـ 60 نائبا فقط اي ما يقارب نصف عدد نواب المجلس.
هذه التكلفة لاربعة شهور فقط لا غير وبحسبة بسيطة لو احصينا سفريات النواب باعدادهم وسنواتهم ستصل الى ملايين الدنانير شهريا تنفق على «النواب» وان محصلة سفرهم هي «صفر» بالنسبة للمواطنين والمجلس فلم نسمع بان احدهم نقل تجربة مجلس اللوردات البريطاني او تجربة الكونغرس الامريكي لبلاط العبدلي وان كل ما نشاهده ان اميين باللغة الانجليزية يذهبون الى اوروبا واميين بالعربية يتجهون الى السودان وملتحين لفرنسا وعلمانيين لماليزيا «وبردانين» لروسيا و«مشوبين» الى صحراء ليبيا.
المستفيد الوحيد من سفرات وغارات ومغامرات السادة النواب هي الحكومة بعد ان انشغلوا بالسفر والمياومات والهدايا والغارات حتى اصبحت فنادق الـ «5» نجوم عنوانا ثابتا لبعضهم بعد ان اصبح يعلم ويرى ويعرف العاملين فيها واحتياجاتهم اكثر من معرفته لعمال المياومة الاردنيين بل ان بعضهم اصبح يقترح عمليات تطوير وتحديث لبعض البلدان المجاورة في سفراته ولا يخجل عندما يسئل عن موقع قرية اردنية حدث بها تسمم او ان سكانها مهددون بالموت البطيء جراء الجوع والعطش والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
الحكومة الاردنية وانا اجزم بذلك لا تعرف اسماء او اشكال العديد من النواب وان خيرا لها مشاهدتهم فسيكون في احدى الدول الاوروبية بالمصادفة حتى ان بعض النواب يقول لك دون خجل «حليت الموضوع مع وزير العمل عندما قابلته في لندن» وكان متسع الارض لم يعد يحتمل اولئك النواب الذين سطوا على العباد واموال البلاد وانفقوها على سفراتهم ومياوماتهم وامتيازاتهم حتى وقف احدهم وقال بالصوت العالي «ماذا اعمل للفقراء»، فمن الذي اوصل مثل هؤلاء المتشبثين بالسفر و«السندبادية» والمغامرات الانية لقبة مجلس النواب التي تؤمن بكل شيء في ارض هذا البلد وتدعو ان يكون المطار في اخر بقعة فيه الا ان النواب سكنوا في تلك البقعة منعزلين عن القواعد الشعبية والرسمية تاركين الحكومات تسرح وتمرح دون ادنى حد من الرقابة فهم مشغولون بالسفر والسهر واستيراد سيارات «الهمر».. واجزم بفتوى شرعية واعلم ان اهل الفتوى يؤيدونها ان اموال سفر النواب حرام على قلوبهم.
الكاتب رئيس هيئة التحرير صحيفة المواجهة