تستحقّ "ربّة عمون" أنْ تُؤرَّخَ في منحوتاتٍ وتماثيلَ
باسل الرفايعة
10-06-2015 07:38 AM
عمَّان عمرها أكثرُ من سبعة آلاف عام ، ومرَّت عليها حضاراتٌ وغزواتٌ ومهاجرون، وتأسسَّ فيها أولُُ مجلسٍ بلديٍّ في العام 1909. ومع كل تاريخ المدينة وحاضرها، فإنّ شوارعها الكبرى وميادينها وجبالها العالية، تخلو من أيّ تمثال.
التماثيلُ التي توقظُ الحجرَ، وتشهدُ على الزمان، لا مكانََ لها في فيلادلفيا، وربّة عمّون.
الآن، وحيثُ المدينةُ ممتدة وشاسعة، فلا تمثالَ واحداً، بقفُ عنده السيّاح، ويكونُ دليلاً وعنواناً للعمّانيين الذين باتوا اختصاراً لكلّ سكانها، من مهاجرين، وبدوٍ، وريفيين، ومن دفعتهم كوارث الجوار الى سفوحها وسيلها ووديانها في هذه التضاريس النادرة.
أتخيّل تمثالاً للملك طلال في وسط البلد، في أوَّل شارعه، وآخر لرياض الجقة، قربَ أمانة عمان، ولسليمان النابلسي في العبدلي، ثم وفي أول وادي السير، حيثُ "الوقوفُ اجباريٌّ" ينهضُ تمثالٌ عظيم لشاعرنا العظيم مصطفى وهبي التل (عرار)، وعند مدخل عمَّان الجنوبيّ في الطريق الى البتراء تمثالٌ للملك النبطيّ الحارث الثالث، وقرب بوابتها من البلقاء آخرُ للزعيم الوطني عبد الحليم النمر.
أريدُ أيضاً تمثالاً لعبد الحميد شومان عند الدوّار الأول، ولزياد قاسم في وادي الحدادة، وليعقوب زيادين في شارع بسمان، ولأبي أحمد النبجيريّ في سوق الذهب، بعلو عربة فستقٍ، أتخيّله بنظارات كبيرة، وبنظرة طويلة الى مُجمّع الشابسوغ. وماذا اذا كان لدينا عند سبيل الحوريات نصبٌ تذكاريٌ لهجرة الشركس الى عمَّان في القرن التاسع عشر، وهم الذين جلبوا الى عاصمتنا ثقافة وفلوكلوراً، وكان منهم التجّارُ والبناؤون والنقّاشون.
أسماءُ كثيرة من تاريخ عاصمتنا وبلادنا يجدرُ بعمّان أن تزهو بها في سردٍ حجريٍّ، تحت أزاميل نحّاتينا، وفي رعاية وزارة الثقافة وأمانة عمَّان والقطاع الخاص..
مثل بغداد، والقاهرة، وغيرها من عواصم العرب والعالم، تستحقّ "ربّة عمون" أنْ تُؤرَّخَ في منحوتاتٍ وتماثيلَ، تقولُ: هنا عمَّان، تلكَ التي "اهتزّ لها المجدُ، وقبّلها بين العينين"..