هناك تنام تحت الألم..
تُحاكيه
يتجاهلك...
وتتمنى أن تُطْلِق آخر ما لديك من رصاصات ...
لتقتله..
هناك تحت الالم
اصبحتٓ عاجزاً أن تنام...
وصوتكَ يهمس لكوب ماء
وتتذكر كم كنت مليئاً بالصحة والعنفوان وقدماك جريئة وحرّة..
الآن تأمرها.. فلا تستجيب!
عيناك تصرخان.. انا كنت هنا يوماً
واليوم "انا" ليست "انت"..
"انا" تمنّت لو رَكَضَتْ اكثر... لَعبَتْ أكثر ...
أحبّتْ بعمق أكثر! حاولَتْ أكثر..
هو يعاتبها....
"انا" أحبّتْ ان تكون هي لتعانق "هو" .. لِتُعْلِن الذات!
هو يقول : اني أتألم ... ونادم
تجاوبه الـ أنا: انت نادم وتعاتبني الان؟ انت لم تسمح لي ان أكون!
هل تذكر عندما أردتُ ان امتطى الحصان فارتبكتَ وخفتَ ان تقع !!!
هل تذكر عندما أحببتُ تلك العيون بلون البحر الهادئ ولم تصارحها !!!
فغادرتْ الى حضن آخر وانت تبكي...
يهمس: كفى انا نادم .. كفى
أتذكر حلمك ان تكون رئيسا لنفسك لا رئيسا لك ...
ولكنك لم تؤمن بالحلم وفي نفسك، وكل ما كان يدور في ذهنك هو" الفشل" ...
وبقي مجرد حلم مع باقي الأحلام مخزون في مصباح علاء الدين الذي لم تجروء ان تلمسه...
أصدقاؤك لامسوه !!! وها هم سعداء مع الألم ..
أردتُ الشمس اكثر
أردتُ الوقوف تحت المطر أطول
أردتُ ان اصحو ابكر ... فقد كنتُ احب النهار .. الناس والضجيج ...
وبائع متجول لورقة اليانصيب اللعينة !وأصوات الدكاكين تُعلن النهار
أردتُ ان أكون سعيدة اكثر ... مرحة اكثر ... مجازفة اكثر
بعيداً عن المُحْبِطين وسلبيّتهم الموروثة!
لماذا لم تسمعني آنذاك ؟ ..
كنتُ اهمس ... واصرخ ...
وانتَ لا بمستجيب ...
كنت أقول لك " انطلق" ..."لا تخف" .. " كُن انت" قل "لا" ..
لماذا لم تسمعني يا كُلّي؟
كنت أراقب حربك معي وحزنك المخفي ..
كم كنت حزينة لأسْرِكَ لي .. وإخفائي ..
وها انتَ تتألم الان ... وتؤلمني ...
الآن ،أنا وهو نقول لكم من وحي الألم والندم ...
كونوا انفسكم ... حرّروا انفسكم من القيود الوهميّة...
إغلطوا ولا تخافوا ..اختاروا.. وابحثوا عن الحقيقة ...
كونوا صادقين لأنفسكم أولاً ... ولا تهملوا صوتاً يبكي ألماً ... صوتك أولاً !
الحياة قصيرة ... هي تحبكم ... أحبوها ..
ثم أطلقَ هو رصاصات الرحمة ...
وأطلقَتْ " الأنا" آخر " آه" معه ....
كبرياؤه لم يعد يحتمل ضعف الجسد ... واتكّاله على الآخرين ...
رائحة الطلقات ... أعلنتْ "موت رحيم" ...
لإنسانٍ خلقه الله حراً ... ولم يعش حراً !!!
وصوت"هذا انا" ما زال عالقاً في " طلقة" ..