الهاشميون رمز أعياد الوطن
العين م. محمد الشهوان
09-06-2015 12:42 PM
بين يدي إطلالة شهر الرحمة والغفران، يحتفل ألأردنيون جميعا بأعياد الوطن، وفي ذلك بالضرورة، تجسيد حي لمكانة المملكة ودورها وحضورها الأميز، في إقليم عربي تسوده فوضى الحرب والتشرد والدمار، مثلما فيه وبوضوح، تأكيد عملي لا مجرد إدعاء وحسب، بأن هذا البلد، حالة فريدة في تميزها عن كثير سواها، وهي واقع يشهد به القريب والبعيد على حد سواء، في ظل حقيقة أن أحدا على وجه ألارض، لم يواجه مثلما واجه الاردن من تحديات، ولم يثبت قدرته على التحمل، مثلما تحمل الاردن من تبعات كلها ليست من فعله، وإنما هي نتاج نزوات وسلوك آخرين، وبعضهم لطالما تجرأ ظلما وزورا على محاولة ألأنتقاص من دور الاردن وتضحياته التي ليس كمثلها تضحيات .
ويحتفل الاردن اليوم بأعياده الوطنية الغاليه، تمجيدا لذكرى الثورة العربية الكبرى، وإعتزازا بذكرى الإستقلال وعيد الجلوس الملكي، وفخارا بجيشه العربي الباسل، وقد حمل شعار العروبة كابرا عن كابر، وهو الجيش المصطفوي بحق، الذي لم يتخلف يوما عن معركة حق عربيه، ولم يتردد أبدا عن تقديم مواكب الشهداء إفتداء للعرب والعروبة والدين والمقدسات، فهو الوريث الشرعي لجيش الثورة العربية، التى قاد الهاشميون الأحرار الابرار، فرسانها ضد الظلم والهيمنة والإستعمار .
نعم، يحتفل الاردنيون ومن سائر المشارب والاطياف، بأعياد الوطن، في زمن عربي إقليمي دولي ملتبس عنوانه الفوضى والمطامح والاطماع، فخورين بما أنجز الاردن من نهضة كبرى بموارد شحيحه، وفي ظل تحديات جسام، ونكبات إقليمية متتالية ألقت وما زالت، بإستحقاقاتها المرهقة على كاهله أكثر من سواه، ودون كثير سواه، وجعلت منه وبفخر، ألملاذ الآمن والحضن المستقر، للباحثين عن حياة حرة كريمة، في ظلال الراية الهاشمية الجليلة، وما خفقت يوما بغير الكرامة والحرية والشهامة والأنتصار الصادق للعروبة والحق والدين.
إنها مسيرة عطاء لم ولن يعرف الحدود بإذن الله، في وطن أردني هاشمي عربي، يعتز كل منصف بالأنتساب اليه، والإنتماء لترابه، والوفاء لقيادته الهاشمية الكريمة ومنجزاته العظيمه، والاعتزاز بمؤسساته كافه، وفي الطليعة منها، سلطاته الديمقراطية الرائده، وجيشه الباسل، وهيئاته الامنية الامينة المثابره، مثلما يفخر بإنسانه الحر الكريم، وبحضوره الاميز في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية، وعلى نحو يسر الصديق ويغيظ العدو الحاسد، بعد إذ سقطت كل رهانات الاعداء، على إمكانية صمود الاردن أمام هول ما واجه من ظلم وتحديات ناءت دونها أقوى قوى الارض، وأكثرها ثراء ومقدرات.
هي مسيرة ندر مثيلها، وهي مسيرة بزغ فجرها منذ إنطلاقة ثورة العرب الكبرى مطالع القرن الماضي، وكان الاردن وما زال قاعدتها وجندها بريادة وقيادة الصيد من آل هاشم الأخيار، وتوالت فصولها المشرفة بإنتزاع الأستقلال من بين براثن الهيمنة والظلم والإستعمار، وبمواصلة البناء والإنجاز في مختلف مناحي الحياة وبتميز عز نظيره، وبمواجهة الحروب والشر والتحدي، بإيمان أصيل، وفروسية ناجزة وشهامة يعتد بها، حتى لقد غدا الاردن فعلا لا مجرد إدعاء، شامة في جبين الشرق كله، بحمد الله وتوفيقه.
نستذكر جميعا محطات البدايات، وكيف كنا وأين نحن اليوم، وكم واجهنا من صنوف العنت والتحدي، ونشكر الله سبحانه على كريم فضله أولا، ثم نسجل وبالعرفان التام، لقيادتنا الهاشمية العزيزة، حكمتها وشجاعتها ونبل جهدها وجهادها، من أجل الاردن وأنسانه ومستقبله، وقدرتها ومعها شعب كريم أحاطها دوما ويبقى بإذن الله، بما تستحق من وفاء وإلتفاف وإخلاص، على ترويض التحدي على هول جسامته، وتطويعه ليكون فرصة أيجابية في خدمة الوطن، وعلى تأصيل مكانة الاردن ودوره المشهود بين الاوطان، وبتميز عز نظيره، وعلى إحراز أفضل مستويات ألإنجاز في كل ميدان، وبتميز عز كذلك نظيره، وعلى العناية بالإنسان الاردني تعليما وتأهيلا وتدريبا في سائر الميادين المدنية والعسكرية، حتى غدا الاميز بين الأقران، وها هو الاردن اليوم وبحمد الله، محجا لكل طالب شفاء، ومقصدا لكل طالب علم، وقبل هذا وذاك، الوطن الآمن لكل باحث عن الامن لنفسه وعرضه وعياله، والارض الكريمة التي تشع كرامة وحرية .
بين يدي إطلالة الشهر الفضيل وأعياد الوطن، نترحم على ارواح ملوك هاشميين بررة حملوا مشاعل الحق وما حادوا عن جادة الحق ابدا، تضحية من أجل الاردن والعرب والمسلمين، ومعهم وبإخلاص رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونتوجه الى وريث العرش الهاشمي المفدى، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، بالتهنئة وتحية الإحترام والاعتزاز بقيادته الملهمة النابهة الشجاعه، وإلى جيشنا المغوار ومؤسساتنا الامنية الباسله، بتحية الاعجاب والثناء، وإلى شعبنا الواحد الموحد، بالتهنئة والإعتزاز، سائلين الله جلت قدرته، ان يجلل بالعز والظفر والمنعة مسيرة الاردن المبارك، وأن يجنب بلدنا كل الشرور، إنه سميع قريب مجيب الدعاء، وكل عام والوطن وقائد المفدى وإنسانه الكريم بألف خير. الهاشميون هم وبإمتياز، رمز أعياد الوطن.