عمون - حازم عكروش - تقف سيارة "داتسون" متهالكة وتراكتور موديل قديم غير مرخص قرب خيمة الاربعينية فاطمة التي يصعب تصنيف فقرها الذي لم يشفع لها لدى احدى مؤسسات العون الاجتماعي في الحصول على معونة مالية تشد من ازرها في مواجهة متاعب تهد الجبال.
فاطمة التي تؤويها خيمة تنصبها قرب بلدة صافوط، اعتبرت شريكة في تركة والدها الذي رحل عن الدنيا قبل سنوات، ولم يترك لها ولاخواتها الاربعة سوى سيارة الداتسون المتهالكة والتراكتور الذي ليس له من اسمه نصيب.
موسميا، تلجأ فاطمة الى زراعة مساحة صغيرة بالقمح والشعير علّ ناتجها يعود عليها ببعض المؤونة التي تسد الرمق على الرغم من وحدتها في الخيمة التي تذكرها بوالدها الذي مات بالسرطان.
تزرع فاطمة، الباميا والفقوس وسواهما من المحاصيل الحقلية لتكفيها الشراء الذي لا تعرفه الا نادرا، أمّا اذا ما تسنّى لها ان تشتري كمية من الحليب فهي تسارع الى تصنيعها كمية من الجبن الذي تبيعه فيساعدها في تدبير امورها.
بالنسبة لفاطمة، تشكل المتطلبات اليومية والتدفئة همّا مقيما، وهي كما تؤكد لا يمكنها انتظار العون من اخوتها الذين يعيلون اسرا لا تدع لهم متسعا لمد يد العون للاخت التي تعيش وحيدة بعيدة عنهم.
لا تخفي فاطمة يديها المتشققتين بفعل الحصاد السنوي لمحصولها من القمح والشعير، وهي ترى ذلك ضريبة لا بد من دفعها لمواجهة الحياة.
لا تحلم فاطمة على الرغم من قسوة العيش ببيت وهي تعيش في خيمة مبطنة بالبلاستيك الذي يدفع عنها تسرب مياه الامطار، لكنه يغدو جحيما في الصيف اذ يتحول البلاستيك الى ما لا يستطاع تحمله.
بأسى، تقول فاطمة ان والدها الذي عاش على أمل العودة الى فلسطين التي هجر منها خلال النكبة الشهيرة، ظل متمسكا بمظاهر اللجوء علّ لحظة الرجوع الى مسقط الراس تحل بعد طول لجوء.
وفاطمة اليوم ما تزال لاجئة ويحلو لها وهي تكابد مرارة العيش أن تشبّه حياة الفقر بـ"تقليع الشوك" من ظاهر اليد. بترا