هو وحش آخَر يحاول ابتلاعك..

تحاربه بكل قوّتك.. حتى الاستنزاف ..

فيترككَ مشلول الإرادة.. مشوّه الهوية..

وفاقد العزيمة ...

ولا ترى الأمل سوى بالحروف..

تستنجد بكل اله.. وسحر..

تحاول ان تفهم أسباب موتك..

وما تفهمه فقط هو الموت..

فأنت ميت حي..

يصبح الروتين الصباحي للقيام بالمهمات... معجزة

وان نفّذتها فهو إنجاز ..

تبحث عن السعادة فلا تجد لها عنواناً.. او زماناً..

وتتساءل إن وُجِدتْ فعلاً ... و تعتصر ذاكرتك لتجدها .. ..

تصبح الأشياء بلا معنى وهدف..

وتعيش في حياة "زجاجية"..

ترى العالم الاخر من خلالها..

ولكنك لست فيه...

تحاول اختراق الزجاج.. فتفشل ..

يعتريك حزن اكبر من "الوجود"..

حزن شديد تخاف منه الدموع .. فتختبئ!

تصبح الدقائق والساعات "جلاد" ..

يؤلمك النهار ... بانتظار ليلكَ الطويل ...

تريد ان تختفي ...

فالمجاملات عبء ... والابتسامة مجهود ..

تخاف ان يُحكَم عليك ...

فيزيد شعورك بالعزلة ...

فتصبح العزلة ملاذك ..

يتسلل الخوف إليك دون إنذار ... ويقتلك بوحشية داعش وغدرها !

وتستسلم له ... وتكره إرادتك المسلوبة .. وتشتاق للحياة ..

تفقد " الحوارات " و" القرارات " .. وتفتقدها ..

فالوحش هو الذي يقرر !

تبحث عن الحنان ومن يفهمك ! فلا تجده !

تبحث عن مخرج ... وكل الأبواب مغلقة...

فتتساءل ... اذا كُنتَ أصلاً انسان ..

فلا شيء حولك يدل على الانسانية ...

الأصدقاء يبتعدون ...

فتبقى انت والوحش و"الأخبار " !

أقول لكَ ولكِ .. هناك من يحبكم ..

حربكم متعبة .. حزينة وربما طويلة ... نحن في انتظاركم ..

نحبكم جميعاً ..

لا اريد تكرار عبارات الأمل المملّة ...

ولكني أقول لكم : نحبكم ، ونعرف حربكم ..

حربكم هي اعظم الحروب !