مرت الذكرى الــ48 لنكسة حزيران غريبة مثل يتيم في حفل زفاف.. لم ينحن لها احد، لم يذكرها أحد، ولم يرفعها في وجه الصراع أحد ..
الصحف اليومية ملهية «بإغلاق شارع في الكرك».. و"انتحار في طبربور»..وغرفة عمليات «للرقابة على الغذاء في رمضان»...أما مواقع التواصل فحافلة بطناجر «الدوالي» ... وفلسطين وحيدة ومثابرة كموجة بحر..
***
في يوم النكسة ، قُضم خصر فلسطين بأسنان التخاذل والخنوع والخيانة المغشّاة ، في يوم النكسة سرقت نصف الشّفة...فنزفت سيناء والجولان والضفّة...في يوم النكسة رفع الغاصب نصل السيف وبرهان العفّة..فهل يصبح الغاصب صهراً؟؟..
***
نصف قرن والجرح يتسع والذكرى تضيق، حتى اختصر الوطن إلى قصيدة ، والذكرى إلى تنهيدة، والمقاومة الى عملية ، والشهيد الى صورة، والبيت الى مفتاح، والأرض إلى زجاجة زيت، والحق إلى « يا ليت»، والأقصى إلى صلاة تحت البندقية، والاحتلال إلى اختلال، والقدس إلى قباب شرقية...
***
نصف قرن والجرح يتسع والذكرى تضيق، ترى من منكم يمسح بكمّه برواز النسيان عن فلسطين ،من يقبّل اليد الموشومة بالأسلاك الشائكة وشوك الطريق، من يُعشّب ضريح الوطن الشقيق ، من يكتب رسائل شوق للنهر ، من يغمس الصمود بحبر القهر، من في خضم لعبة الموت «يستفيق»...
***
في يوم النكسة..لا بدّ أن نعدّ أسباب الهزيمة على الأصابع ونحصي ذخيرة الحزن في المدامع..ففلسطين ليست «علاقة مفاتيح» نذكرها عندما نحتاجها ونهملها عندما تنكسر ، فلسطين ليست «تغريدة» كلما زاد حد المسموح عنه عدنا لنختصر ، ولا فستان مبهر نرتديه في حضرة أمة تحتضر ...فلسطين الذكرى والذاكرة ونزف الخاصرة..
في يوم النكسة من لا يعرف كيف هزم...حتماً لن يعرف كيف ينتصر!
الرأي