اطفالنا تحت ( سنابك ) المركبات!!
سلامه العكور
05-05-2008 03:00 AM
الطفل ابراهيم قتلته سيارة وهو يحمل قالب حلوى عيد ميلاده..والطفلة بتول هشمتها سيارة وهي في طريقها الى المدرسة.
وغير ابراهيم وبتول الكثير الكثير من الاطفال والمواطنين والمواطنات الذين يداهمهم المنون بفعل سائق مستهتر ، او اهوج او لا ابالي، او مراهق مدلل من قبل والده الثري وذاك الذي يفاخر الدنيا فيسرح بمركبته ويمرح وكأنه ورث شوارع المدن و القرى عن ابيه او عن جده..
او لص سرق ونهب وامتلك سيارة لتكون اداة اعتداء على ارواح الناس بدون شعور بمسؤولية يتمتع بها المواطن الشريف..
ظاهرة احداث السير في بلدنا توحي وكأن حربا ناشبة بين السيارات والمركبات والحافلات من جهة وبين ابناء الوطن من جهة اخرى..
فما هو ذنب الاطفال والمواطنين الذين يسقطون ما بين قتيل وجريح بصورة يومية على ايدي اشباح الشوارع والازقة والطرقات..ونبرر جرائم القتل اليومي او الاصابات التي تكون بفعل فاعل هو السائق المتهور او المستهتر بأنها قضاء وقدر!!! كنت وانا اقرأ عن حادث سير سقط ضحيته اطفال او مواطنون ابرياء يجتاحني حزن يهز كل كياني ويعتصر نياط فؤادي ، فما بالك اليوم وقد طيرت سيارة ابنتي بتول وهي في طريقها صباحا الى مدرستها امتارا الى الاعلى لتسقط مهشمة وينزف دمها الزكي من رأسها ومن مواقع عدة في جسدها ، ويحملها الى المستشفى سائق مركبة شهم بعد ان غابت السيارة التي قارفت هذا الحادث الاليم..ولولا هذا السائق الشهم الذي اتصل بي في المنزل بعد معرفته برقم الهاتف ،وقد ابدت مديرة المدرسة مشكورة اهتماما ملحوظا بالامر، لكنت واسرتي في غياب مؤلم عما حل بابنتنا من قضاء وقدر او بالاحرى عما تعرضت له من اعتداء آثم..
واللافت انه ما ان ادخلت ابنتي المستشفى حتى سارع الوجهاء واصحاب النوايا الخيرة من معارفنا واصحابنا الى الاتصال بنا طالبين موعدا للقيام بتشريفنا بزيارة ودافعهم في ذلك الخير حتما..
لكن وقد سلمنا امرنا لله تعالى الذي قدر ولطف ولم يكتب لابنتنا المنون الذي كان منها قاب قوسين او ادنى، فسامحنا مرتكب الحادث فورا وبدون مقدمات وبدون ان نكلفه وذويه مشقة حشد الوجهاء والخيرين على امل اجراء الصلح الذي هو سيد الاحكام.. لقد اجرينا مع خصمنا عملية الصلح لحظة ان قابلنا في المستشفى معتذرا..وسألنا الله واياه ان تكون نتائج الفحص بالاشعة وبالسبل اللازمة مبشرة ، فتكتب لابنتنا السلامة ، فمن الله علينا بان سمع دعاءنا وكتب لابنتنا بتول السلامة..
فألف الف شكر لله تعالى على ما قدر ولطف سائلينه عز وجل ان لا يسقط اطفالنا تحت سنابك المركبات..
يبقى ان نناشد اصحاب السيارات والمركبات والحافلات التي تزخر بها شوارع عاصمتنا ومدننا لاسباب غير منطقية الرفق باطفالنا وبالمواطنين وبممتلكاتنا فانساننا يجب ان يظل اغلى ما نملك..