في امسية مزجت بين الفن والثقافة والسياسة تشرفت دارتنا الواقعة على سفح تل القمر مساء الجمعة باستقبال ثلة من نجوم الادب والشعر والفن والثقافة....
في اللقاء كان الفنان المصري الكبير خالد زكي الذي امتدت رحلته الفنية لعقود وابدع في اعماله التي اشترك في العديد منها مع عملاق الدراما العربية عادل امام، وكان منها فلم طباخ الريس الذي تناول بالنقد الاوضاع القائمة ودور القيادة السياسية في استكشاف الاخطاء والتعامل معها...
النقاد الذين تناولوا الفيلم انقسموا بين مؤيد للنهج باعتباره يطرح آلية تشجع الرؤساء على ان يتصدوا لاشكال الفساد وهموم المواطنين من خلال تجاوز القنوات التقليدية.. في حين راى البعض ان الفلم محاولة لتقديم صورة الرئيس بشكل تجميلي مغاير لما يقوم به فعلاً...
خلال العام الماضي لعب خالد زكي دوراً لوزير داخلية صارم وجدي في مسلسل صاحب السعادة الى جانب عادل امام... وقد احب الناس الدور الذي عكس صورة الوزير النزيه المثالي الحريص على سمعة الجهاز والعاملين فيه والملتزم بقواعد وتقاليد مجتمعه والرافض للخروج او تقبل الخروج عنها...
في مسلسل معالي الوزير تطغى جدية الوزير والتزامه على كل الصفات الاخرى التي عرفت عن الوزراء ويتعامل الوزير بحزم ومهنية عالية مع زوجته اللواء في مصلحة السجون وابنه الذي لا يعرف الزملاء ان والده هو الوزير الا بعد ان تدخل الوالد لوقف محاولات الابن للتمرد على القواعد والتقاليد التي تتقيد بها اسرته وتحرص على انفاذها.
النجم منذر رياحنة الفنان الاردني الذي اصبح اهم نجوم الدراما العربية بعد ان ابدع في كل اعماله التي وضعته في صفوف اهم الفنانين العرب .. الشاب الذي بدأ التمثيل في جامعة اليرموك واصبح نجما في الاعمال الدرامية ابناء الرشيد وراس غليص ج2 والاجتياح وعودة ابو تايه وبلقيس والعقرب .... منذر رياحنة فخر لكل الاردنيين..
حسن السبايلة ورانيا اسماعيل اللذان اصبحا علامة مميزة في فضاء الدراما الاردنية وايقونة للدراما الهادفة للتغيير ورفع الوعي والنقد الاجتماعي السياسي كانا معنا على سفح تلة القمر نجمين ساطعين.
الى جانب نجوم الفن كان معنا اثنان ممن قادا المشهد الثقافي في الالفية الثالثة فقد شرف المكان بوجود الشاعر الكبير ووزير الثقافة الاسبق حيدر محمود... وارق شعراء الاردن وربما اكثرهم تواصلا مع اللاوعي الانساني والتراكيب ذات الابعاد الاسطورية جريس سماوي الذي خبر الشعر والفن والثقافة فابدع فيها جميعا فكان متابعا عن كثب لمسيرة اكثر مهرجانات المشرق العربي شهرة وجدلا "مهرجان جرش "... فكان مديرا له ووزيرا وامينا عاما للوزارة التي تبنته او كانت شريكا في اعداده مرارا.
في الليلة الجميلة كان للغناء حصة فقد حضينا بحضور الفنانة العذبة الحساسة هيفاء كمال والمطرب المبدع محمد الربيحات اللذين اتحفانا بوصلات على ايقاع احاسيسهما الرقيقة...
في الفضاء الودي كان رجال سياسة وادارة وفن وكان حوار هادف عذب جميل اسعدنا واسعد الضيوف والمضيفين ...
بقي ان اقول ان اللقاء اليوم كان بفضل القدرة الخارقة للمنتج محمد المجالي الذي برع في تجسير الفجوة بين الفنانين العرب وعمل باتجاه وحدة الذوق العربي ومنتجاته اكثر مما عملت العديد من مؤسساتنا..
الاستاذ محمد ابو سماقة الذي اصبح لامعا في تخطيط وتنظيم الفعاليات الثقافية وعلى صلة واسعة بالفن والثقافة وصنوفها كان حريصا على ان يلتقى الفنانين العرب ويحييهم...
في اللقاءات المنوعة التي تجمع الشعر بالتمثيل بالغناء تشعر بكم يحتاج الانسان الى ان يتحول نحو الفن كاداة للتفاعل في عالم يشوبه الكثير من التوتر....
تحية للنجوم الذين شرفوا دارتنا فكل الحضور نجوما وحتى الاطفال الجميلون الذين حضروا اندمجوا في الاجواء واحبوها ففي المجرات اقمار ونجوم وشهب ونيازك واشياء جميلة اخرى ... بقي ان اقول وكما تشدو سميرة توفيق "وصبوا القهوة وصبوا الشاي... واسقوا الي زارونا....ويا مرحبا بالي جاي ...والي نورونا".