واقع تسريب امتحانات المرحلة الأساسية
فيصل تايه
06-06-2015 12:08 AM
للأسف الشديد فان هناك من يعتاش على الأزمات، متناسياً ان وجوده في الأصل يمثّل الأزمة ذاتها ، ويتضح ذلك جلياً وبوضوح بالتزامن مع كل مهمّة وطنية في خضم كل حدث عام يفترض أن يتم إنجازه على نطاق جغرافي ومجتمعي واسع يكون فيه الخير والصلاح.
من السذاجة بل من الحمق فصل قضية تسريب امتحانات المرحلة الأساسية عن السياق العام من الاستهدافات الممنهجة الرامية إلى إعاقة المسيرة والإساءة إلى مشروع التغيير برمّته، وإن حاول مفتعلوه أن يبدو وكأنه فشل ذريع لوزارة التربية والتعليم وان البعض يطيب لهم خوض الحرب الضروس على كافة الأصعدة في حين أن تبعات ذلك تعيق كل الإصلاحات الرامية الى تجويد التعليم وتحسينه وتسرق الوقت والجهد والعمل الوطني برمته.
للأسف فات البعض يستهوي نزعة الكيد التي أخذت أبعاداً جنونية، واستطاعت بطرفة غل أن تصرف التركيز إلى مجرد ترميم المنظومة التعليمية وردم هوات الفشل وتمكين الاجنده الخاصة للتسويق للمصالح والأعمال الخاصة كبديل عن الإصلاح الذي هو هدف المرحلة الأساس.
ان دهاقنة الفعل السقيم يقومون على افتعال الأزمات التي ترمي الى تعميق تجذُّر ثقافة الولاء للمهنه وافساد كل تجديد وإحباط كل محاولات التغيير لستظل بمزاج رجعي متناغماً ومتماهياً إلى حد لا يُصدق مع الظواهر المرتكزة على الحلول السهلة المربكة واقتناص الفرص السانحة والتربص والاصطياد في محاولة تسميم العلاقة بين وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين وتوتيرها وتأجيجها باستمرار والتي لم ولن تكون إلا علاقة أخوية تبادلية وتكاملية .
هناك من يسيء للوطن ولا أدري بأي عقلية يفكّر أمثال هؤلاء وهم يرمون الى ايصال التعليم والأجيال إلى هاوية التجهيل والبلادة، ولست أدري في أي مرفق وفي أي زمان سنلمس التغيير الذي طالما حلمنا به ونشدناه فلا يُعقل أن تكون ثقافة الغش بمثابة تربية ، لتقضي على أخلاقنا وتفسد ابناءنا ، فهذا الإيقاع الفاضح هو الحركة المدمّرة لتطوّر القيم الفاضلة والبنّاءة في المجتمع واستمرار صيغة الحضور الكارثي الذي يتعالى على همومنا في خلق جيل ذي مبادئ محترمة وسوية، وبتبريرات خطيرة ينتج عنها جيل سطحي فارغ مشوّه.
تسريب مادة الامتحانات للمرحلة الاساسية المتتالي يعني حربا موجّهة ضد العملية التعليمية برمتها هدفه عمل بلبلة وارباك يستهدف كل من له علاقة بالعملية التعليمية، حيث تناولته بعض وسائل الإعلام بمكر ودهاء بقصد المكايدة وإفشال خطط الوزارة وهو عمل خارج عملية النقد أو المعارضة ويدخل في دائرة تقصد الوطن والتي تكشف هبوط تفكير صاحبها ومأزوميته.
أقولها بصراحة: ثمة خيانة تستعصي على الوصف فمن يقوم على تسريب أسئلة امتحانيه لطلاب في المرحلة الأساسية بغض النظر عن صوابية او خطئية إجراءات وزارة التربية جنون سافر يتفاقم عبر نزوات انحطاطية لا شرف لها ولا أخلاق ولا مزايا وطنية بها على الإطلاق، من اجل ترسيخ الفوضوية والمغالطات لإغراق طلبتنا ومجتمعنا بمزيد من السلبيات والعيوب البنيوية التي لا أفدح منها.
لقد تبين جلياً أن البعض يتحرّك بأجندته وأحقاده كوسيلة يستدعي محاصرته كمرض ووباء يهدّد المواطنة، التي هي شراكة وطنية في حماية مصالح الوطن ومؤسساته حتى لو اختلف ابناءه لكن الجميع عليه حماية المنجزات كل من موقعه بغض النظر عن وجهات النظر المتباينة التي يجب ألا تؤثّر في الأمانة الوظيفية.
وبغض النظر عن شخص الوزير فمن عرفه عن قرب يعلم انه رجل نظيف اليد يخاف الله وقد حقق ومنذ توليه المنصب إنجازات كبيرة رغم المعوقات والتحديات والظروف المحيطة وأشاد به الجميع وحقق قبولاً ورضا شعبياً ورسمياً كبيراً, ومن تلك الإنجازات التطورات التي أحدثها في العملية الامتحانية للشهادة الثانوية العامة , لكن البعض تستهويه المكايدات والمماحكات بهدف تشوية الواقع ذلكم هم قوى الشد العكسي الذين لا يتحملون المسؤولية الوطنية ويتعمدون تشويه حياتنا عن طريق تزييف الوعي، واستغلال حاجاتهم ومطالبهم وافتعال الأزمات محاولين ارتداء كافة الأقنعة ظناً أنهم يحسنون الصنع ، كل ذلك جعلهم ينتهجون أساليب محبطة وملتوية ومكشوفة لإصابة عملية التنمية الشاملة والإصلاح بالشلل، مستغلين بذلك سماحة الأردن وطيب أهل الأردن ودماثه خلقهم.
إننا بالفعل بحاجة لاستنهاض الضمير الوطني الجمعي لتجنيد كل الطاقات والمقدرات والإمكانات ، وغرس القيم الوطنية والروحية، فإصلاح التعليم أمر في غاية السهولة إن صلُحت النيّات وتحلّينا بالقيم والمسؤولية والوطنية، وتجرّدنا من مصالحنا الذاتية في سبيل إحياء الأجيال وبنائها لتكون ذخراً للوطن وأعمدة قوية راسخة متسلّحة بالقيم والأخلاق.
وأخيراً فالوطن يحتاج إلى النزاهة والكفاءة ، ويحتاج إلى بذل الجهود بيد واحدة في محاربة كل المعيقات والتحديات ، وتسخيرها لتتحول الى فرص للنجاح ، ولا يمكن أن نبني وطناً في غياب العلم، ولن ترتقي أمّة والجهل ضارب في مفاصلها، فبالعلم والإيمان نحقّق أهدافنا.
والله من وراء القصد