الاردن و عنق الزجاجه
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
05-06-2015 10:31 PM
د. هيثم العقيلي المقابله/جامعة العلوم و التكنولوجيا
ما يحدث على مستوى المنطقه هي مرحلة تاريخيه توازي الاحداث التي حددت مستقبل الشرق الاوسط و العالم العربي و ستكون مرحلة تدرس في المناهج مستقبلا باعتبارها غيرت شكل و جغرافية و اسماء الدول. الاردن الان في قلب جغرافيا متغيره و حدود جديده ترسم و قد نقول دول جديده تظهر للوجود و مخططات و مؤمرات يسهل لها دول اقليميه و كيانات ارهابيه و طوائف و اقليات و مزاودين بالدين و القوميه و الممانعه و كلها معاول تهدم في شكل الجغرافيا العربيه التي نراها.
الاردن الان في مرحلة حساسه و خطيره و تحتاج الى وعي عميق و ترفع عن الاختلافات و الخلافات فالهدف الاسمى ان تبقى الاردن و يبقى الوطن امنا و ليس وقت الاستقواء و المزايده و استغلال الظروف تحت مسميات الدين و القوميه و النضال و كل الشعارات التي افرغت من معناها و اصبحت اداه للتدمير و ابتزاز الوطن.
لقد عبرت الاردن المرحلة الاولى من الخطر او ما سمي بالربيع بنجاح بفضل الله و وعي مواطنيه من شتى الاصول و المنابت و بفضل قيادته الحكيمه و وطنية مؤسسة الجيش و المؤسسات الامنيه. فالجيش الاردني اثبت انه موجود لحماية المواطن و ليس لقتله و تهجيره كما حدث في دول اخرى و المؤسسات الامنية اثبت بعد نظر و تحديد مبكر للعدو من الصديق و لم تنخدع بالشعارات اللماعه و التي اتخذت من الدين و القومية و النضال من وراء الكمبيوتر و في الفنادق شعارات لها هدف محدد و هو اضعاف الوطن و تحويله لكيانات و جماعات متصارعه. و اثبت الاردنيون من شتى اصولهم و منابتهم ان الوطن خيارهم في اللحظه الحاسمه حتى لو كان ذلك على حساب لقمة العيش و رغد الحياه فشظف الحياه مع الامن بوجود وطن متماسك اهم مليون مره من الانجرار للمجهول.
اعيد و اقول ان اصلاح المؤسسات حتى لو اخذ سنوات افضل من هدمها. نعترف جميعا اننا بحاجه لاصلاح في مختلف مؤسساتنا و هذه عملية دينامكيه فما يصلح اليوم لا يكون كافيا غدا فالتطور و التطوير ضروري و لكن كل ذلك دون هدم المؤسسات او تدميرها و يكون في دولة متماسكة.
برايي الشخصي ان اهم عامل لمقاومة الخطر الخارجي هو اللحمه الداخليه فالان ليس وقت الاختلاف و الخلاف و لكن الترفع و تاجيل المهم لما هو اهم. كما ان الوقت الحالي لا يحتمل الاستقواء بالدين او العشيره او الطائفه او المكون فكل تلك يجب ان تنصهر في خندق الوطن و الجيش و المؤسسات الامنيه. الوقت الان هو وقت الالتفاف حول القيادة و التي اثبتت تسامحا و بعد نظر ناهيك ان السنوات الماضيه اثبتت ان القيادة الهاشميه و سيد البلاد الملك عبدالله الثاني, اثبتوا انهم نقطة التقاء للاردنيين من شتى المناطق و العشائر و الاديان و المكونات.
هنا لا يفوتني ان اؤكد ان الحكومه يجب ان تكون بمستوى الاحداث و ان لا تستغل وعي المواطن و خوفه على وطنه مما يدور حولنا و تستغل ذلك لتمرير قرارات غير مقبوله فهذا برأيي ابتزاز و تدمير للثقة. على الحكومه و النخب السياسيه ان تقدر للمواطن وعيه بايجاد اليات تعزز بناء الثقه و ليس الاصرار على قرارات و سياسات تبقيها في موقعها و تطيل عمر الحكومه و لكنها تضعف علاقة المواطن بوطنه او تدفعه لاحضان حركات ارهابية تنتظر الفرصه للانقضاض على هذا البلد.
الاعلام يجب ان يكون منضبطا و واعيا فليس من المعقول للحصول على سبق صحفي اجوف تدمير قطاعات ناجحه مثل الطب و التعليم. فاشاعة الاخبار الكاذبه التي يتلقفها الحاسدون خارج الوطن هي تدمير لمنجزات بناها رجال وطنيون بالعرق و الدم و الصبر. الاعلام يجب ان يكون رديفا للمؤسسات الوطنيه يكبر الايجابيات و ليس مجهرا مسلطا على السلبيات و غمامة على الايجابيات.
المراهقه في التعامل مع قضايا لا يجب ان تشغل الوطن و المواطن في هذه المرحله و ذلك لتصفية حسابات شخصيه و مناطقيه غير مقبول فما المعنى ان يأخذ تجديد رئاسة جامعة كل هذا الحيز و هو ما كان يجري بهدوء دون ان يدري به احد حتى في الفتره الذهبية للتعليم.
الوطنية ليست شعارات و صور و اعلام و لكن فعل و تطبيق. هنالك من يلصق صور جلالة سيدنا على مركبته و يزينها بعلم الاردن و يعتقد انه اصبح وطنيا و له ان يفعل ما يتنافى مع الاخلاق و الاعراف الاردنيه سواءا بالتحرش بالماره او القياده المتهوره او القاء بقاياه من الشباك. اقول لهولاء عندما تلقي بعقب سيجاره يحرق غابه او عشرات الدونمات من ارض الوطن فانت لست وطني و عندما تقطع الاشارة و تعرض حياة الاردنين للخطر فانت لست وطني و عندما تستغل الظروف التي يمر بها الوطن لتعطيل العمل و تكسير ممتلكات عامه او خاصه انت لست وطني و عندما تسعى للفوضى باعتصامات و اعتداء على الناس لمكاسب شخصية لا تستحقها فانت لست وطني و عندما تكسر محتويات المستشفى و تعتدي على كوادره تحت ذريعة فورة غضب كاذبه فانت لست وطني و عندما تستغل العشيره او المنطقه لتحمي فسادك او انحرافك الفكري فانت لست وطني و عندما تتهرب من العمل و اتقانه فانت لست وطني. الوطنيه ان تعمل لرفعة الوطن و بنائه بالاخلاق العربية الاسلاميه الاردنيه و لا تشفع لك كل الصور و الاعلام فمن يحب الوطن يراعيه بالصغيره و الكبيره و من يحب الملك ينفذ رؤيته.
الخص و اقول ان الوقت ليس للمزايده و لا للاستقواء على الوطن باي شكل و لكن لتقوية الاردن بالصبر و الاصلاح مهما كان بطيئا و بتعزيز اللحمه الوطنيه و حماية شباب الوطن من الانحرافات الفكرية الارهابيه كل يعمل من موقعه و على الحكومه عدم ابتزاز الوطن و المواطن بقرارات مجحفة تحافظ على بقائها اي الحكومه و تضعف البلد و تراكم الاحتقان و الاحباط و على الاعلام ان يرتقي الى مستوى التحديات فلا يضرب القطاعات الناجحه باخبار كاذبة مضخمه من اجل شعبية زائفه او سبق صحفي اجوف يستفيد منه المتربصون بالاردن. انه ليس وقت الخلاف و الاختلاف و المعاتبه و الانتقام و تصفية الحسابات الشخصيه و لكن وقت الترفع و الالتفاف حول القياده و الجيش و المؤسسات الوطنيه و تعزيز اللحمه الوطنيه