كم نحن متناقضون..
نحاول فهم أنفسنا ... اذا كنّا اذكياء طبعا
ننخدع بسهولة لسذاجتنا الطفوليّة .. ثم نتعلم .. فإما نثور او لا نثور!
يسرقون حريتنا .. فنفكر ... نثور ام لا نثور!
للأذكياء فقط ... ثوروا ... لا تجعلوا غصَّة " لا نقبل" عالقة في الحناجر ...
لنا الحق ان نرفض وننتزع حريتنا من السارق ...
لنا الحق بالدفاع عن حياةٍ نريد ان نعيشها كما نريد ... هذا حقنا
عيشوا كما تريدون واتركونا نعيش كما نريد ..
إنْ أردتُ أن اكفر او اصلّي هذا شأني ... فدعني وشأني...
وَإِنْ أردتُ أن اصلي بصمت ... لا تقاطعني ..
إن أردتُ أن أفكر واستخدم ما يُسمى العقل ... هذا حقي .. فلا تمنعني...
إن أردتُ أن أحلم بالمستحيل .. لا تسخر مني .. فأنت لا تملك حتى الحلم ...
إن حققتُ السعادة وشعرتُ بها ... لا تشكك بسعادتي ... انا ادرى بمشاعري ..
وإذا اخترقتُ الحواجز الوهمية التي صُنعت للقمع ... لا تغار ... وكفّ لسانك عني ..
إذا قررتُ أن أحب ... هذا قراري ... لا شأن لك فيه ... وهذه أمور لا تعنيك !
إذا قررتُ ان أكون أنثى ... لا تَرْتَبِكْ! ... انا خٌلِقتُ أنثى ... وسأمارس انوثتي رغماً عنك
إذا قررتُ أن أعلّم أطفالي على شيء اسميه " الانسانية " ... مرّة اخرى هذا أمرٌ لا يعنيك ... هذا امرٌ يفيد الانسانية والمجتمع ... أنت لا تفيد أحد !!
لا تقترب ... بل ابتعد وابتعد كثيراً ...دعني وشأني !
هناك يابسة أخرى تستطيع احتلالها فهي تخلو من البشر ... ومارس فاشيتك فيها على من عليها من حيوانات وتَكاثَرْ كما تريد بعيدا عنا... لا تنسى ان تصطحب معك حواء التي تكرهها !!
ابتعد عنا ... فالحضارة سئمت منك ... الانسانية ونحن نحزن عليك ... لا تُجبرنا ان نخوض معركة الإبادة وابعادك بالقوة لسلامة الآخرين ... نحن نكره العنف ... لكن اذا اضطررنا فنحن لها !
سلامة الآخرين فوق كل شيء ...
القتل ليس جهاد يا سادة ... والدعارة ليست زواج متعة .. والسرقة ليست غنيمة !!!!!
وزواج الصغيرات مرض نفسي وجب علاجه ! والابتزاز ليس "جزية" ...
لقد وجب التصحيح ايتها العقول الثائرة على الجهل ...الاَن وحالاً ..
حريّتنا التي سننتزعها منك .. لا تعرف القتل ... وتحارب السرقة ... وتدين العنف ..
تشجع العلم،الأدب والجمال ...وترتقي بالاخلاق ... ولا تحرّض إلّا على المعرفة ...
حريّتنا تسمح بالخطأ كي نتعلٌم ...وتقبل النقد للتصحيح المبني على المنطق .... لا جلد ولا احكام بالسجن ...
حريّتنا تحترم خصوصية الآخرين ... بل تحترم الآخرين بكل اطيافهم وألوانهم الغير عنصرية
حريٌتنا تبحث عن الحب وتمّد يدّ العون للاخر بمحبة بدون احكام ... وتدعم المبدعين ... ليكونوا قادة لهذا الوطن! والاخرون معاولون ... فهم قادة أيضاً بعقولهم النيٌرة ..
حريّتنا تكره الظلم .... وتبكي الطفل والطفلة .. المرأة والرجل عندما يُظْلَمون!
حريٌتنا ليست شريعة غاب !!!!
هذا هو الوطن الذي نريد !...وهذا ما يريده الوطن !!
العقل ثم العقل ثم العقل .... هذا الذي سينتصر اخيراً ...
أيها العقل : دمتَ لنا فخراً وذخراً وعزاً ...
ودمتم عقلاً !
*الكاتبة مقيمة في استراليا- ملبورن.