مثير للاهتمام، ما تشهده شبكات التواصل الاجتماعي، من سخط وغضب على قوائم الناجحين في امتحانات المتقدمين لأشغال وظيفة ملحق في وزارة الخارجية والتي نجح فيها ما يمكن تسميتهم (أبناء الذوات) من أصحاب الحظوة والجاه والسلطان .
وقد روى لي صديق عن ابن شيخ جليل جرى ترسيبه في اللغة الإنجليزية مع أنه ناجح ومتفوق بها وشهادته هي درجة الماجستير من الولايات المتحدة وجرى تصويب وضعه بعد تهديد بالتسخين واللجوء إلى خيارات غاضبة .
نحن لسنا ضد من نجح ، ولسنا ضد من أن يكون أولاد العز والخير والمناصب بين قوائم الناجحين ،وهناك من هو من أبناء الأصدقاء الذين نودهم ونحترمهم، لكننا ضد هذا النهج المستمر في الخارجية من الانحياز إلى طبقات الذوات وترك مقولة (ابن الحراث حراث وابن الوزير وزير) أو سفير أو رئيس تسود بشكل يستفز الشرائح المجتمعية التي هي بالأصل مستفزة دون سبب جراء الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد .
ارحمونا يا وزارة ، ماذا تريدون من هذا الشعب الطيب أن يفعل ؟! هل تريدونه أن يخرج عن طوره وأن يقفز نحو المجهول بفعل مساعيكم الطيبة وحرصكم اللامعقول على (أبناء الذوات) وإغلاق المنافذ في وجه (أبناء الحراثين) ومن لف لفيفهم من فقراء الوطن الذين يطمحون الى التغيير وبناء مستقبل مختلف .
لا عذر للوزارة أن تقول أو يقول الناطق باسمها انه لم يعين أحد بعد، فالتعيين قادم ويحتاج الى إجراءات ولكن الأسماء التي يُجرى تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي هم أصحاب الحظوة في القوائم النهائية التي ستمر بمراحلها القانونية إلا إذا تم شطب اسم أو آخر لغايات امتصاص النقمة الشعبية على أن يتم تمرير الاسم المشطوب في مرحلة لاحقة أو على طريقة التلزيم في العطاءات الحكومية بعيدا عن أعين الإعلام والغاضبين والعاتبين والمهدورة حقوقهم من غلابى الوطن وأبناء الحراثين والعمال والكسبة والباحثين عن الرزق في سوق العمل الذي ينوء بالأعباء وتكاد الفرص تكون فيه معدومة إلا من بارقة الأمل التي أطلقها جلالة الملك عبر رسالته الى قائد الجيش . الدستور