"ألدستور" إذ تستجير بالملك!
جهاد جبارة
03-06-2015 04:48 PM
لا زلت أذكر ذلك اليوم من حزيران 1967 حين كنت أحد طلاب مدرسة "محمد بن القاسم الثقفي" في الزرقاء,كيف استدعاني إلى مكتبه مدير مدرستنا آنذاك المرحوم "عبد الرؤوف الريماوي" ليقدّم لي العدد الأول من "الدستور",قال حينها:لأني معجب بإنشائك في اللغة العربية,وأعجبتني جريدة الحائط التي تُشرف عليها..خَذ إقرأ!
أخذتها بلهفة الجائع لرغيف من قمح طوابين الحواكير,أكلتُ حروفها السوداء قبل الزرقاء ولم يتبقَ منها سوى الورق الذي احتفظت به إلى أن ضربتهُ صُفرة تكاد تُشابه اصفرار السبل الذي تهيأ للمنجل!.
تعلّق قلبي حينها بالدستور وصرت في كل مرّة يحين لي فيها زيارة عمان,أحتال على صحبي,فأتركهم وأذهب لزيارة مبنى الدستور التي صرت فيما بعد أكتب لها إبان المرحوم "محمود الشريف",والمرحوم "محمود الحوساني" والذي كنت ألتقي بمكتبه على قدح من الشاي "ألمُنَعنَع" بصديقي سيد الرواية المرحوم "مؤنس الرزاز",وإبان طويل العمر "د.موسى الكيلاني" و "عبد السلام الطراونة" و "د.نبيل الشريف".
رُحتُ للرأي معشوقة الوطن,لكن الدستور بقيت حبي الأول لأنها كانت أول من قبلت أن تشرب من حِبري المُراهق!.
واليوم..وأنا ينتابني الحزن,والإنكسار لأن أبناء الدستور الأوفياء باتوا لا يقدرون على إعالة عائلاتهم,وباتوا ملاحقين من البنوك الدائنة,وأصحاب الديون بسبب تردي حالة صحيفتهم المالية,فإني أيضا أطلب من الله أن يُلهم الملك الرؤوف فيُجير من استجارت به,والله على كل أمر قدير.