الصوالحة يكتب:قصة عشق الرأي
03-06-2015 04:09 PM
كتب : ناجح الصوالحة
منذ تفتح وعيي وأدراكي لحاجتي الملحة بالاطلاع على العالم الخارجي بعد مشاهدة والدي باستمرار يتتبع أخبار فلسطين والوطن العربي من مذياع كان دائما رفيق له في كل المواقع وخاصة في المزرعة وكان المعول بيده والمذياع بقربه وعندما يشده خبر او معلومة ما يصيح بان نصمت لاهمية تلك المعلومة ، كانت فلسطين همه الاول والاخير ويتابع بشكل غير عادي الحكومات الاسرائيلية ومدى تقبلها للسلام او رفضها ودسائس غالبية حكام أسرائيل ، من والدي رحمه الله تعالى تعلمت حاجة الانسان أن يكون ملما بالاحداث المحيطة بالوطن وكان قومي بالفطرة رغم أميته بالقراءة والكتابة ولكن كان موسوعة بالقضايا السياسية العربية وتطورها .
كان عنوان الخبر ومصداقيته وعمقه لابد ان يكون من خلال جريدة الرأي اليومية فلها حضور بهي وقوي في جميع المواقع والمواقف ويتباهى بها من يحملها بيده والاعين تخترقها عنوه لعل وعسى ان تحظى بخبر على السريع ولها من الوقار والهيبة في المناسبات كعروس جميع الاعين ترقبها وتتمنى ان تمتلك مثلها, كان مذياع والدي وجريدة الرأي نافذتي على العالم الخارجي رغم وجودي في بيئة ريفية لاتعنى بالشؤون الخارجية والبيئة الزراعية تأخذ غالبية أوقات الأسرة في منطقتي ولكن أبي أبى الا ان يكون الانفتاح على الخارج ورغبني في الابقاء على جذوة المعرفة .
كان أبي يحثني على المطالعة لإسكات رغبة داخلية لديه لم يستطع أشباعها بسبب الأمية المتفشية في تلك الفترة كان سبيله الرأي , لم اذكر انه غابت عني كان عند خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر أمرين لابد من عملهما بعد الصلاة وهما شراء الخبر ويحضرة بكيس كبير (شوال طحين أبيض ) وجريدة الرأي كانت الرأي والخبز أهم شيء عند والدي ورائحة الخبر وحبر الرأي معلق بأنفي لليوم وكنت استقبل أبي لتناول الجريدة وليس الخبز واستمر هذا العشق للرأي الى لحظة كتابة المقال ، زميل دراسه كان يفتخر ويحضى بحفاوه من قبل أساتذة المدرسة بسبب شراء جريدة الرأي يوميا واحضارها معه الى المدرسة وكان الجميع يلتف حوله لقراءة ما بها كان اهتمام زملائي رياضي بالدرجة الاولى ,كان له طله اتذكرها لغاية الان ينتظرها كبار الاساتذة من اجل جريدة الرأي ويغفر له تأخيره الصباحي او عدم حل الواجبات الدراسية كان احمد من طقوس الصباح في مدرستي وسبب هالته هي محبوبة الكل جريدة الرأي .
هي الرأي يتجاوز حضورها وألقها وفعلها هذا العدد من السنين بل هي حماة الداخل الاردني وسيدة الاتجاه الوطني الرزين المحلى بعرق قادة زرعوا أبجديات عملها كبار من اجل الوطن ولم يرضوا بغير الاردن معيارا لعملهم شاء من شاء ، هي خط أردني تناول الفكر الاردني ووضعه في قالب مستساغ من قبل بناة الاردن والانطلاق برؤية تتجلى في محطات عانى منها هذا الوطن من صغار الفكر في أوقات محبطة واحداث جسيمة كان الاردن على مفترق طرق من سوء التدبير الخارجي الراغب في وضع الدولة الاردنية في مهب الريح للزوال او الانطواء او الاندماج مع سياسة وفكر أخرين .
هي الرأي بشخوصها واوراقها وحروفها كتبت للوطن تاريخه نهنئ وطنا نهنئ شعبا نهنئ العاملين بها من زرع بذرتها الشهيد وصفي التل ومريدي فكره من بعده الى من استلم قبل أيام مقودها وهم من الخيرة والدراية وان كانت تحتاج الان في هذا الوقت جهدا مضاعفا لابعاد القلق عنها والاطمئنان على مسيرتها الرائعة والتي وضعت أسمها على قمة الصحف العربية ومن مدرستها استفادت صحف عربية ووسائل أعلام خارجية لها حضورها البهي .
الرأي