عنوان المقال غريب عجيب ، فالتعشيق كلمة جل حروفها مرتبطة بالعشق والغرام والهيام ، والعشق والغرام والهيام مؤشرا على ان قلب العاشق وفكره مشغولا في الحب والتفكير والتخطيط والاعداد لانجاح الحب ، لكن للاسف كلمة التعشيق ارتبطت ذهنيا ومجتمعيا في – طفيان السيارات - فالسائق عندما لا تشتغل سيارته يلجأ الى تعشيقها ، والتعشيق بحاجة اصلاح الخلل في السيارة، والى مهارة وخبرة من قبل الدافشين يصاحبه مهارة في السواقه ، فالتعشيق يشغل السيارة ويخرج السائق من ورطته واحراجه كونه تسبب في عرقلة حركة السير وحدوث الازدحامات وخاصة ان شوارعنا والحمد لله ضيقه ولا تتسع لحركة السيارات المارة منها فكيف اذا تعطلت السيارات ؟!
اخترت هذا العنوان للحديث عن المدرسة الادارية التي نلاحظها ونمارسها في وزارات الدولة ومؤسساتها ، وطالت الجامعات والتي هي بمثابة المؤسسات التنويرية في الوطن ، فهذه المؤسسات عندما تتعرض للازمات وما اكثرها تستخدم ادارة التعشيق ، وتلجأ الى من يدعمها ويدفعها لمواصلة الحركة ، وهذه النوع من الادارة يلحق الاذى والخراب والهدم والسمعه السيئة عن هذه المؤسسات .
في علم الادارة نجد ( دزينة ) من المدارس الادارية العالمية ، تتصدرها الادارة العلمية والادارة بالاهداف والادارة الانسانية وادارة الجودة الكاملة وادارة التضحية والادارة الاستراتيجية والهندرة وادارة الازمات و...، هذه المدارس الادارية تبنتها الدول الغربية فوفرت الرفاه والسعادة والهناء لشعوبها ، ولم تتعرض حكومات هذه الدول الى طلب العون والمساعدة من الدافشين والدافعين ومفتوني العضلات ، اما عندنا فتمارس ادارة التعشيق من الدوار الرابع ( رئاسة الوزراء وحتى العبدلي مجلسي الامه والاعيان وصولا الى دوار الداخلية حيث يوجد صناديق الفقارى والطفارى ومنزوعي الدسم منتفعي صندوقي الزكاة والمعونة الوطنية وتصل ادارة التعشيق الى الجامعات الاردنية الرسمية التي اصبحت تتصدر قوائم التعشيق من ضخامة العجز في موازناتها، ففي الجامعة تجد رئيسها يبدأ مشوارة اليومي في تعشيق القرارات الادارية والمالية، ونواب الرئيس والعمداء يبدأون يومهم بتعشيق الهموم الواردة اليهم من الكليات او الاقسام الاكاديمية والادارية ، والطلاب قادمين للجامعات وبعضهم معشقين وماخذين - لانس - وجاهزين للترشيق والتطويش بلا تعشيق، العنف الجامعي ادخلنا في دوامة التعشيق، فاصبحنا نلغي النشاطات الطلابية ونجدول الامتحانات ونمارس التعشيق مع المخفقين في الامتحانات ونمارس التعشيق مع العصابات والمفترين وفاعلي الخير من مطلقي الشائعات وجوعى المناصب، واحلى تعشيق يمارسه العمداء في حفلات التخريج حتى تنتهي الحفلات بادنى حد من المناكشات ) . هذه حكايتنا مع التعشيق تبدأ من رئاسة الوزراء وتمارس في تسيير امور الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية الاخرى .
ادارة التعشيق ، سلوك يسكن الازمات ويرحل الاخطاء التي ورثها المسؤوليين الحاليين عن مسؤولين سابقين او عدم قدرة المسؤولين من اتخاذ قرارات تصحيحيه لتصويب الاخطاء بشكل جذري ، هذه الادارة التعشيقية ادخلت الوطن في دوامة المديونية والفساد الاداري والمالي وتوارث المناصب وتوزيعها على المحاسيب وذوى القربى. فاذا كانت الحكومات عندما تتشكل تجدد الثقة في 12 وزير من الحكومات السابقة ، وتدوير المناصب بين العبدلي والدوار الرابع وطريق المطار ، واذا الحكومه مش سائله عن مديونية الجامعات التي تجاوزت ال (100) مليون دينار ، ولا تفكر في 270 الف طلب توظيف في ديوان الخدمة المدنية ، وغير مكترثه لمديونية البلديات وتاخر المشاريع وتعثر الخطط التنموية ، لا نستغرب ابدا ان يلجأ المسؤولين في ادارة شؤون المؤسسات الى ادارة التعشيق . يا خوفي نصل الى يوم لا تستطيع الحكومه ودوائرها ومؤسساتها الى عدم القدرة على التعشيق ـ لانه ببساطة التعشيق بحاجة الى سائق ماهر ودافش خبير وسيارة مش مشطوبة ، ما نلحظه ونرصده ان الحكومه لا يوجد فيها سائق ماهر ، وبعض الذين يدفشون من العاملين في الوزارات والدوائر الحكومية هبطو عليها في المظلات ولا يهمهم ما يجري في الوطن .
مسك الكلام ،،،،، اكثر مؤسسة حكومية بعد الجامعات الرسمية بحاجة للتعشيق هي رئاسة الوزراء ، الحكومة وسياراتها طفت ،،، الحكومه مش عم تمشي ، بدها تعديل يدفشها دفشه ، واذا ما صار التعديل، الحكومة ما رح تلاقي دفشة. الحكومة مروحه ، المستوزرين يجهزو بدلاتهم. واللي ما اله دفشه ما يتعب حاله، حتى لو كان فل بروفيسور . احلى تعشيق .
ohok1960@yahoo.com