ما زلت في الصين ! ولم يتوقف المطر منذ ثلاثة أيام تقريبا !.
سمعت بأن الهواء بارد وجاف في الأردن والأرض عطشى وكان المطر خجولا هذا العام وربما اكتفى بغسل وجه الأرض , ولم أسمع بأن أحدا اشتكى من أنه "غبّص" في الطين أو "انصرد" من كثرة البلل , يا ترى هل وجد عاشقان متسعا من المطر لسماع أغنية " اغسلي بالبرد " ؟ .
مطر طارئ , اكتفى بواجب الزيارة ولم ينهمر , تهادى ولم يتساقط , فضّل النزول على شكل "زخّات متفرقة" وكان هزيلا , وسمعت بأن قطرات الماء الدالفة من الملابس المنشورة على الحبال بللت أسطح المنازل أكثر مما قام به شتاء هذا العام .
هل بث التلفزيون نشرات تحذيرية من خطورة التواجد في مجاري السيول ؟ , هل كان هناك سيول ؟؟ أم انحدار باهت لم يفلح في زحزحة التراب ؟ , سنة ناقصة , سرقت منا فصلا بأكمله ومر الشتاء من غير شتاء ولم تشبع أحواض "النعنع" بعد .
أخبرني أخي بأن المزارعين ينوون الاستعانة بماكنات الحلاقة للحصاد هذا العام فالزرع هزيل وبالكاد أطلت السنابل برؤوسها . ولم تفلح غيوم الترانزيت العابرة باعطائنا أكثر من الظلال . ثلاثة أيام ومازال المطر مستمرا في الصين وكأنها غيمة ثقيلة الظل ملتصقة بالسماء ولم تنفد حمولتها بعد , وبوصف أدق كانت غيمة " مدحوشة دحش " ولا أعرف اين كان كل هذا الماء الساقط مختبأ بداخلها , ولو أمطرتنا نصف ساعة لكفتنا سنينا وكانت لنا خيرا من كل تلك الغيوم منزوعة الدسم , وهو ما يدفعني للتساؤل عما اذا كانت غيومنا محملّة ولم تمطر فوقنا وذهبت لمكان آخر تمارس فيه السقوط , أم أنها فارغة ومن النوع الذي يمكن تسميته بـ"سحابة صيف " ؟ .
شحنة الغيوم هذا العام كانت مقلّدة أما الغيوم هنا فهي حقيقة وتقوم بواجبها على أكمل وجه انها "شتوة صينية" نخب أول أتمنى أن نحظى بواحدة مثلها حتى ولو في أيار .
مرة وعلى أحد الأرصفة في عمان رشقتي تكسي مسرع بالماء والطين وبللني من رأسي الى قدمي , غضبت حينها وكلت له الشتائم لكنه لم يسمعني , أما الآن ليته يعود وياليتها تمطر من جديد ولتفيض الشوارع والطرقات بالماء ولترشقني كل "تكاسي" عمان بالدور واحدة تلو الأخرى , أرجوك يا رب .
(Aladin_6666@yahoo.com)