بوش صديق العالم كلّهخالد محادين
18-03-2007 02:00 AM
عندما كنا على مقاعد المدرسة الابتدائية ، كنا نقرأ في كتاب اللغة العربية عن قصة شخص اسمه (سليم) كان معروفاً لدى كل اهل المدينة، متميزاً في خلقه واستقامته وشهامته وحرصه على ان يخدم الجميع، حتى وصفه اهل المدينة بانه (سليم صديق العالم كله) - كان العالم بالنسبة لهم هو المدينة التي يعيشون فيها.أشعر احياناً أن لا رجل يشبه (سليم) مثل الرئيس بوش في خلقه واستقامته وشهامته وحرصه على ان يخدم الاسرة الانسانية كلها بالطريقة التي يراها مناسبة في العراق كما في افغانستان كما في فلسطين كما في جنوب لبنان ، اذ إن ما اوقف الرئيس بوش حياته وترسانته وكراهيته للآخرين وبالتحديد نحن في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، فهو يواصل منذ ستة اعوام انجازاته الانسانية النبيلة وبناءه المذهل للديموقراطية القائمة على القتل لمجرد القتل ، والتدمير لمجرد التدمير فكان عدد الضحايا في افغانستان قد اقترب من المليون غير المشردين ، وكان في العراق عدد مماثل ، والمذابح مستمرة تحت لافتة واحدة هي توفير الأمن للعراقيين وتطهير العراق من الارهابيين والقاعدة واعداء الحضارة الغربية، وفي ظل هذه الانجازات المذهلة للغزو الاميركي واحتلاله ، هناك اجماع انه ما من بلد في العالم عانى ويعاني اهله كما في العراق ، حيث فقدان الأمن التام وفقدان الماء وفقدان الكهرباء وفقدان الغذاء وفقدان الدواء ، بينما تواصل واشنطن تقديم خططها الامنية التي بات من الصعب تذكر حجم عددها ، لانها مرة اسبوعية ومرة شهرية ومرة سنوية تقدم تحت عنوان الاستراتيجية الامريكية في العراق ، كما تواصل الطارات المقاتلة الاميركية شن العديد من الهجمات والغارات على مدن بكاملها او على احياء بكاملها او على منازل ومباني يعلن الناطقون باسم الجيش الاميركي ان الهجمة او الغارة استهدفت معسكراً للارهابيين وموقع تدريب لعناصر القاعدة او مستهدفين لأمن العراق ومواطنيه ، حتى اذا عادت الطائرات الاميركية الى مواقعها ومطاراتها ، وتحرك المواطنون لتفقد نتائج الغارة وضحاياها ، وجدنا امامنا جثثاً محروقة لاطفال ونساء ومواطنين لا علاقة لهم بالارهاب أو القاعدة او مخربين ، لكن واشنطن تصر على مزاعمها التي تتحدث عن الاهداف الخطيرة للغارات ونجاحها في قتل عشرة او عشرين او خمسين من العناصر الارهابية والتكفيرية !! قبل شهر تقريباً ، كانت الولايات المتحدة بادارتها المحافظة بدءاً من الرئيس بوش وانتهاء بموظفي الخارجية والدفاع ، تعلن صباح مساء انها لن تقبل باقامة أي اتصال او الحوار مع السوريين والايرانيين ، كما حذرت واشنطن الكيان الصهيوني من اية محاولة لأي اتصال او حوار مع السوريين ، ثم فجأة تتلاحق المواقف المضادة ، فتدعو الولايات المتحدة الى لقاء موسع في بغداد تم تقديمه كاقتراح من الحكومة العراقية واستجابت اكثر من ثماني عشرة عاصمة للدعوة ، وذهبت الى بغداد ، وعقدت اجتماعاً يتيماً بحث كل اوضاع العراق ، بينما تم اتصال بين الاميركيين والايرانيين واعلان واشنطن استعدادها لحوار معمق مع طهران يتناول الاوضاع في العراق، ثم جاءت الى دمشق مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية بحجة بحث اوضاع اللاجئين العراقيين الذين فروا من بلدهم طالبين السلامة والأمن في الأردن وسوريا ، وموضوع كهذا لم يكن يوماً موضع أي اهتمام اميركي ، لكن زيارة المسؤولة الاميركية كان بهدف فتح حوار والبحث عما يمكن ان تقدمه دمشق لايقاف غرق الولايات المتحدة في الجحيم العراقي ، ثم جاءت دعوة من واشنطن موجهة الى الكيان الصهيوني للحوار والاتصال والتفاوض مع السوريين وهو الامر الذي كانت واشنطن قد حذرت هذا الكيان من الاقتراب منه قبل شهر وأيام.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة