مشاهد تعليق ضحايا «الحشد الشعبي» فوق لهب مُستعر، فيما يشبه الحريق داخل القفص الذي شهدناه على يد داعش، يجعل الاثنين: الارهاب السُنّي والارهاب الشيعي في مساق واحد.. وتفتضح العلاقة الجدلية بين الحزبين الاقدم في التاريخ الانساني، شيعة علي، وشيعة معاوية.
على قادة الشيعة في العراق: الصدر والحكيم والسيستاني، وقد تجاوزوا مفهوم الدولة الى مفهوم المذهب، ان يعلنوا هذه الهيولى المُسمّاه بالحشد الشعبي انها تمارس الارهاب. ولا يكفي ان يعلن المسكين العبادي انه سيعاقب المجرمين الذين قارفوا هذه الجرائم، وهو إعلان سمعنا مثله لدى «تحرير» تكريت، وقتل مئات السُنّة المدنيين ثم سمعنا ان المسلحين من «الحشد الشعبي» هاجموا مركز الاعتقال واطلقوا سراح المتهمين.. الذين كما يبدو يعدون السفود الآن لحفلات الشواء البشري.
لا يملك اطراف الصراع المذهبي ذرّة مبرر لهذه الجرائم التي لو بعث علي بن ابي طالب لقطع رؤوس آيات الله وقيادات الحشد الشعبي، أو لو ان معاوية ويزيد بعثا لكن رسولهم الجديد الى العراق هو حجاج آخر يرفع اصبعه في وجه اهل الشقاق والنفاق, فقد اينعت الرؤوس وحان قطافها.
قرر قادة داعش في تدمر نسف سجن ومعتقل تدمر الرهيب لما يمثله في تاريخ سوريا الحديث من قمع ومجازر بقيت سراً حتى الآن لأن لا صوت يعلو على صوت المقاومة والممانعة!.
وقد ثار معارضو داعش ومعارضو النظام على عملية نسف هذا المعتقل، لان الاضداد اتفقوا على بقائه رمزاً لنظام الأسد الأب والابن، ومزاراً لآلاف الناس الذين قضوا هناك عشرات السنين أو سحقتهم آلة كتائب الصراع، والشقيق رفعت حين قاد آلاف المظليين في طائرات الهليوكبتر وهبط في ساحات المعتقل وقتل ما شاء له القتل لأنه سمع أن هناك محاولة لاغتيال الرئيس.
.. في آخر أيام الشيشكلي، كان تلميذه مدير المكتب الثاني عبد الحميد السراج يعتقل من يشك به، فامتلأت السجون، وبعض ملاعب كرة القدم وتحول مخفر الشيخ حسن الى معتقل تحت الارض لكبار السياسيين السوريين، وحين غادر الشيشكلي سوريا، وعاد الساسة الى تشكيل الحكومات المدنية، احتفلوا اولا بهدم «الباستيل» السوري وهدم مخفر الشيخ حسن «الرهيب»، وجاء رئيس الوزراء صبري العسلي-وكان احد النزلاء-ورفع الصاروخ الكهربائي في مواجهة احد الجدران وأحدث ثغرة فيه امام الكاميرات، وانتهى الحفل وشاهد المحتفلون بعد اقل من ساعة عمال البناء يغلقون الفتحة في الجدار ليعود مخفر الشيخ حسن الى استقبال.. زبائن جدد.
مرحى لداعش على هدم معتقل تدمر، فهذا انتصار للحرية رغم ان داعش تحب قطع الرؤوس ولا تؤمن بالسجون! نقول مرحى لداعش فقد فشل حزب الوحدة الوطنية في توحيد سوريا والعراق.. ونجحت داعش..
الرأي