تضليل وتلاعب بالعقولمحمود الريماوي
18-03-2007 02:00 AM
يتمنى المرء على الجهات المعنية الرد على التخرصات الاسرائيلية التي تتخذ شكل مدائح سامة للأردن ، كتلك التي أطلقها أولمرت مؤخراً والتي زعم فيها أن انسحاب القوات الأميركية من العراق ، سيؤدي الى زعزعة الوضع في الاردن !!. يستحق الملاحظة الآن ، أنه بدلاً من أن تقوم حكومة الاسرائيلية حكومة الاحتلال بالتجاوب مع مضمون الخطاب الملكي في الكونغرس ، فقد انبرى رئيسها لوصف الأردن بأنه صديق وبأنه يخشى عليه ، وهي طريقة صهيونية تقليدية في التضليل والتلاعب بالعقول والوقائع .فبينما يؤمن الأردن بأن الخطر على شعوب ودول المنطقة يكمن في استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل ، وفي عدم إحلال السلام الذي تتطلع اليه الشعوب ، فإن السيد اولمرت لم يجد ما يقوله للرد على هذا الطرح الذي تلتقي عليه الأسرة الدولية ، سوى التحدث عن مخاطر مزعومة تصيب الأردن ، في حال انسحبت القوات الأميركية من العراق . ويتساءل المرء : هل كان وضع الأردن مزعزعاً قبل الحملة العسكرية على العراق ، والتي أدت الى احتلال هذا البلد ، حتى يخرج أولمرت بتحليله الأخرق هذا والذي يزعم فيه مثل هذه المزاعم ؟. من الواضح أن الهدف هو حرف النقاش عن وجهته الأصلية ، عن وجوب العمل على ارساء السلام في المنطقة وما يترتب عليه من ضمان الأمن للجميع ، وإنهاء الاحتلال الاستيطاني والعسكري للأراضي الفلسطينية والعربية ، وكما تعبر عن ذلك مبادرة السلام العربية والتي كانت محوراً بارزاً في الخطاب الملكي التاريخي أمام الكونغرس . وقد شاء السيد اولمرت صرف الانظار عن هذه الأجندة ومتطلباتها ، باختراع أولويات أخرى مثل إدامة الوجود الأميركي في العراق . ومن الطبيعي لقوة محتلة غاشمة كالتي يعبر عنها ويقودها أولمرت ،أن تبدي الحرص على إدامة الاحتلال في مكان آخر . هذا مع ملاحظة أن أولمرت يحاول الدخول على خط بعض التحذيرات من انسحاب مفاجىء للقوات الأميركية من العراق ، علماً بأن هذه الآراء تتحدث عن محاذيرمحتملة لانسحاب فوري وكامل ومفاجىء ، لا عن مبدأ الانسحاب وضرورة برمجته ، والذي يلقى قبولاً عاماً حتى في الولايات المتحدة ، وحيث تتزايد الدعوات الأميركية الشعبية الحاشدة ، لإنهاء الوجود الأميركي في بلاد الرافدين . من الواجب الرد على هذه التخرصات الاسرائيلية ، التي تتخذ صيغة غيرة مزعومة على الأردن ومدائح سامة له ، والتي توفر مادة للمتطرفين هنا وهناك لمحاولة الإساءة الى الموقف الأردني ، ولا يكفي الرد على ذلك باتصالات دبلوماسية متكتمة ، فالتصريحات العلنية تقتضي الرد عليها بمثلها ، وهذا مبدأ دبلوماسي وسياسي مستقر ، فالأردن يصادق أنصار السلام والعدل والاعتدال ، ولا يصادق المحتلين والعنصريين وأعداء السلام ، بمن في ذلك اولئك الذين يتشدقون بالسلام ، ويخوضون في الوقت نفسه حربًا دموية يومية ضد المدنيين وضد شعب أعزل ومستضعف ، وينتهكون مقدسات الغير ويستولون بالسطو المسلح على المزيد من أراضيهم . وفي القناعة أن هذه الأحابيل الإسرائيلية هي جزء من مخطط الرد غير المباشرعلى الخطاب الملكي ، بما يدلل على الإمعان في التنصل من مقتضيات وموجبات السلام ، وهو ما يتعين أن يكون مدار الرد الأردني الرسمي |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة