عمون - ربما أن إعجابي بأداء وزير صحتنا د.علي حياصات,هو ما دفعني للكتابة عن حكاية لا بد وأن أطلعه عليها وأجزم بأنه سيصنفها على أنها مستعجلة,وهامة وتستدعي سرعة إتخاذ القرار.
قبل أيام,وتحديدا في ذلك اليوم الحار الذي قال عنه الراصد الجوي بأنه يحمل ذروة الموجة الحارة,كانت سيارة صالون تعبر منطقة العريض وتحديدا الطريق الساحر الأخاذ في طريقها الى "مكاور", ذلك المكان الذي يقصده السائحون من شتى بقاع الأرض,ما حدث أن أحد ركاب تلك العربة أصيب بارتفاع مفاجئ في ضغط دمه ما اضطرني لإسعافه ونقله نحو "مركز صحي العريض",غير أني فوجئت بزحمة واكتظاظ المواطنين في كل أروقة المركز,على نافذة الصيدلية,في غرف العلاج,في المختبر,في الممرات في كل زاوية من زوايا المركز ما أوحى لي أهميته وحاجة الناس الماسة لخدماته الإنسانية.
هناك وبعد ان تم إسعاف صديقي,جذبتني إبتسامة التفاني ,والرضا على وجه رئيس المركز "د.مازن الظواهر" والتي كان يوزعها بإنصاف على المرضى والمراجعين,ليخفف من إلحاحهم وأوجاعهم,ما دعاني لسؤاله عن سبب هذا الإكتظاظ في نهار حار كهذا؟,ليخبرني بأنه المركز الشامل الوحيد في تلك المنطقة والذي يبعد ما لا يقل عن أربعين كيلومترا عن أقرب مستشفى,وأنه يقدم خدماته لما يتراوح عن 8000 نسمة يعملون ويكدون في الأرض من فلاحة,وتربية قطعان الماشية,بينما أبناؤهم ينتسبون للقوات المسلحة,والدرك,والأمن العام,وفاجئني الدكتور "مازن الظواهر" بأن المركز وعلى الرغم من أنه يحمل وصف "ألشامل" إلا أنه يخلو من أطباء الإختصاص,والممرضات اللواتي لا بد من وجودهن نظرا للحالات النسائية الكثيرة التي تؤمه بحثا عن الشفاء,وعلمت كذلك بحاجة المركز الماسة لعربة إسعاف لتكون على أهبة الإستعداد لنقل الحالات المستعجلة كذلك.
وبعد,إن إعجابي بوزير صحتنا لم يكن ليأتي من حُسن اختياره لربطات عنقه,وقمصانه,بل جراء سرعته في اتخاذ القرارات الصائبة,فهل يفعلها الوزير ويسعف "مركز صحي العريض" فيزيد إعجابي به؟,أم أنه سيتجاهل كل هذا فينقلب إعجابي إلى حال آخر لا أريده انا,ولا يرتاح له الوزير!.