لطالما رددت على مسامعنا أمهاتنا حين كانت أيديهن تهز لنا المهد صغارا بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدانِ...
كبرنا ومضت الأيام فينا لنشيد الصباح في المدارس يا علم العرب أشرقي واخفقي..
ولأننا ورثة الثورة العربية الكبرى فمن واجب رجالنا أن يحملوا دماءهم على أكفهم لإغاثة كل شقيقة عربية تنادي فلبوا النداء.. وكانوا حيث تنصل الكثيرون.. فهم جزء منا من دم عربي واحد يجمعنا.. فالشعار الذي يضعه جنودنا البواسل على جباههم السمر يحمل اسم الجيش العربي .. الذي لا تخلو مدينة أو قرية في أردننا الحبيب من اسم شهيد أطلق على شارع من شوارعها أستشهد وهو يؤدي واجبه على أرض عربية.. حمل دماءه على كفه اليسرى وفي اليمنى حمل البندقية.. وشتان بين فاتح صدره للطعان وآخر جبان.. حمل سيفاً ذهبياً لامعاً من بلاده ليرقص فرحا به بفوز فاسد أعجمي على شقيق عربي.. خسئتم.. وخسئت سيوفكم الخشبية التي لم تحملوها إلا لتقطيع أواصر الجسد العربي.. إن كانت تلكم أقصى غاياتكم واهدافكم ومنتهى انتصاراتكم .. فهي لكم.. فالصغير يبحث دائما عن نصر حتى لو كان زائفاً.. لأنه لم يعرف النصر الذي عرفنا... فالعز نصرنا.. وتاريخنا الضارب في عمق الحضارة منذ آلاف السنين هو فخرنا.. ونسب العائلة الهاشمية الممتد من سبط الرسول الكريم هو جاهنا.. والتحامنا كأسرة واحدة متماسكة متراصة ترفل بأمنها وأمانها هو مالنا... فأين انتم من هذا أيها المارقون... يا من فقدتم ظلال وجودكم..
سيبقى الأميرُ أميراً.. يكبرُ المنصب به.. وتصغرُ دونه كل المناصب... وستبقون تلهثون وراء أزلام المناصب علكم في يوم ما تحظون بصورة تذكارية معهم وانتم تحملون سيوف عاركم..
فلولا العباءات التي ألتفوا بها ما كنت أحسب أنهم أعراب ُ
قبلاتهم عربية من ذا رأى فيما رأى قبلا ًلها أنيابُ!