عندما تتحكم كرة القدم في الانتماءات!!
ياسمين مهيار
30-05-2015 07:38 PM
مازلنا بحاجة الكثير من الدروس لنعرف عن العروبة بعضاً من الشيء، فبكل محنةٍ ونكسةٍ ننتهز فرصةً لنعبر عن حقدنا تجاه بعضنا وننقص من قيمتنا أمام الحاقدين !
ولم يجدر بنا ان نتعلم أن شخصآ ما فاقدا لذاته قبل عروبته وفاقدا لكرامته قبل قضيته لا يمثل شعباً بأكمله ألا و هو "المغضوب الرجوب" هذا كله لأننا لسنا متحدين فعلاً الا في الشعارات و المقالات و الصور ولا نحمل في أنفسنا الا الأحقاد وسيناريوهات العنصرية التى تقودنا دائماً الى أسفل السافلين!!
هذا أميرٌ هاشمي شريف النسب يعتز بمن خلفه من أردنيين و عرب مشجعين، داعمين و مؤمنين برسالته ولو خانه الخونة المؤكدة خيانتهم الا أنه يأبى أن تنسج من قضيته قصة عنصريةٍ مؤلمة التفاصيل.
دعونا نسأل لماذا وصلنا الى هذا الحال؟؟
لأننا فعلآ مفككون منهزمون، قيمنا متغيرة ويستحيل أن تكون ثابته لأننا ندعم الغرب لشراء الأسلحة لقتل اطفالنا في شتى المنابت و ندعي العروبة وننادي بها و ننسحب منها و نعلن تخلينا عنها في هكذا موقف و كما حدث في "الفيفا" لأننا فعلآ لسنا عرب و يهود الطباع و نخون حتى أصولنا وننسى وصايا الأجداد ونضالهم من أجل التعاضد و توحيد الكلمه و إن كانوا متفرقين فعلياً
نسينا أن في الإتحاد قوة!
فلتكن كرة القدم الشيء العظيم الكروي الشكل الذي أكّد للعالم و الكرة الأرضية قدر إنحطاط مبادئنا،،
صحيح أن وقفة العرب متردده وركيكة و مؤكداً أنها "نصف وقفه" أو لم يقفوا أصلا إلا أنها متوقعة و ليست بمستحيلة، فلماذا ذهلنا في الوقت الذي كان علينا أن نتوقع الخذلان فذلك العربي صمت أثناء حرب غزّة و اكتفى أن يذرف دمعا مزيفاً وناح بصمت فكيف له أن يقف مسانداً للعبة و هو لم يساند في محنةٍ أشد وطأة
كِفّوا عن المزاح بالله عليكم!!
لا تخلطوا الحابل في النابل
يكفينا أن نثبت للغرب مدى ضعفنا وتفككنا يكفينا أن نكون مغفلين أمامهم، نخلق لهم آلاف الأعذار ليغزونا فكرياً و ثقافياً و نعلّمهم الغزو النفسي أيضآ! لأننا ممزقون أمامهم !!
لن نرتقي و لن يعلو شأننا مازلنا بهذه العقلية وسنبقى نردد "موطني" مطأطئين رؤوسنا لأننا معدمون الثقة بأنفسنا وتاريخنا العريق..
لأن أجدادنا تحللت أجسادهم تحت التراب و موروثنا منهم من المبادىء بدأ في التحلل
أزعجكم السّيف العربي حين قُدّمَ هدية ل "العجوز السويسري بلاتر" ؟؟؟ و لم يزعجكم النفط العربي حين أوقد دباباتهم وأسعفها في حروبهم ضدنا وجعل طياراتهم تحوم فوق رؤوسكم ليلاً و نهاراً !؟ ما الذي يستحق ذهولكم و اندهاشكم؟! وكل ما حدث كان في الحسبان..
نعم لازلنا نحتاج ل محوٍ لأميتنا المغَّبرة.. نحتاج لأن نتعلّم الأبجديّة تارةً أخرى و نتهجّى حروف العربيةِ بصمتٍ قبل أن نُغتال..
نحن العرب المتأخرون المشتتون اللا قيمة لنا في أعينهم لازلنا كما نحن و نصارع للبقاء و ليس للصمود، يمكننا أن نقف متى ما شئنا و لن نتمكن أن نكون صامدين في الوقفة!!
أميرنا وبالرغم من الغصّة في قلبه إلا أنه راهن على بعض الإتحادات العربية و لم يفقد الأمل و أظهر للعالم مدى ثقته بهم و للأسف ضيق آفاقهم في التفكير لم تدفعهم بأن يقفوا بجانبه لأنهم لا ولن يدركوا أهمية وجود عربي على رأس هرم كرة القدم!!
فليكن ما حدث درسآ مؤلما عن الخذلان و نحن على يقين أن كثيرين جداً من هم مثل " العقيد أبو زنّوبة" الرجوب الذي أطلق عليه هكذا بعد خروجه من السجن في تونس و ذلك في منتصف الثمانينات و الشيخ أحمد فهد الأحمد و الكثيرين من هذه الشاكلة..
و ليعلم العالم بأكمله أن اتحاد الأردنيين في كلمتهم ودمهم من أرقى و أقوى الإتحادات وانزهها في العالم وأن للفساد وجوهاً كثيرة يدركها الأردنيون..
و أخيرا أختم بـ مقولة أن "خد الأردنيين متعود عاللطم"و الخذلان المتكرر حليفنا دائماً و العالم يشهد على ذلك..
الأردن الوحيد الذي قاسم أشقائه قوته، مياهه وحتى أنفاسه لأنه السّباق للخير دوماً و سنبقى كما عهدنا العالم نرتقي بأخلاقنا الرفيعة وقيمنا الإنسانية ولنعلّم العالم معنى النزاهة قولاً و فعلاً!