القصّة الحقيقية بين الأمير وبلاتر، والأمور لم تنته بعد ..
باسم سكجها
30-05-2015 05:48 AM
ليس الخبر في خسارة الأمير علي إنتخابات الفيفا، ولكنّه في فوز سيب بلاتر، فالرجل ليس موضع شبهة فساد فحسب، بل وضعته منظمة الشفافية الدولية هدفاً لها منذ سنوات، وأعلنت عن فساد قيادات منظمته الدولية، وبالتالي فساده هو شخصياً...
وليس الخبر في التصويت الهزيل لجبريل الرجوب، وهو لم يقدّم ولم يؤخر، وتمّ بلؤم، وخبث، ولا أخلاق، وليس بالسيف الذهبي العربي الذي حمله ممثّل فلسطين، في احتفال مؤذ للمشاعر، ولا علاقة له ببلاد نذرت نفسها لمحاربة العدو، المغتصب.
ليس هنا، أبداً، الموضوع، فهذه مجرّد مشاهد تلفزيونية، أفرحت الشاشات التي احتفلت بالفساد، وأحزنت الشاشات التي إنتظرت الفوز عليه، فالموضوع يحتاج إلى قراءة، فإقرأوا معنا:
...في معايير منظمة الشفافية الدولية، التي تتربّع على أهمّ كرسيّ محاربة فساد في العالم، فأقلّ درجات الفساد هي في أوروبا، تليها نيوزلندا وما حولها، ثمّ أميركا وكندا، وبعدها تتوالى الدول والأقاليم والقارات، ونعرف أنّ الأولى هي الدول الأقلّ فساداً، وهي التي أعلنت تأييدها للأمير علي بشكل شبه رسمي، وبالتأكيد صوّتت له، أمّا الباقية، وهي الغالبية الغالبة على العالم، فهي الأكثر فساداً بدرجات متفاوتة، وهي التي أعطت بلاتر تصويتها.
إقرأوا معي، آخر بيان للشفافية الدولية، قُبيل الإنتخابات بيوم، وعنوانه يقول: "على بلاتر أن يستقيل"، وكان يستند على إستطلاع رأي عام للجمهور شارك فيه خمسة وثلاثون ألف شخص من ثلاثين دولة، حيث أعلن تسعة وستونبالمائة منهم إنّهم لا يثقون بالفيفا، وهذا ما اعتبرته المنظمة سحب ثقة الجمهور بقيادة المنظمة، خصوصاً بعد استدعاء كبار قيادتها.
ذلك يعني، ببساطة، أنّ الدول غير الفاسدة ضدّ بلاتر، ومع الأمير علي، وذلك يعني أنّ الدول الفاسدة ضدّه، وذلك يعني أنّ جماهير الكرة في العالم ضدّ الفيفا، وبالتالي ضدّ بلاتر، وذلك يعني أنّ الأمور لم تنته بعد، مع
التصويت الأول، ومع الإنسحاب في الثاني.
الأمور تتعلّق بالماضي، وبالمستقبل، وفي تفاصيل كثيرة منها: بيع التذاكر والأسواق السوداء، وحصريات النقل الفضائي ومعها كَم إمتلأت جيوب وخسرت الرياضة مشاهدين، ومعها أماكن إستضافة كأس العالم، ومعها الكثير ممّا
سنسمعه في الأخبار بعد قليل.
ما نقوله، إنّ خسارة الأمير أتت بطعم الفوز، وعلى الجانب الآخر هو فوز للسيف "الذهبي/ الخشبي" المستعرب، المقدّم لبلاتر، ولكن بطعم الخسارة، فالدنيا مفتوحة أمام الأمير عليّ، وفي تقديرنا فإنّه سيجلس على ذلك
المقعد بعد قليل، ولكن بلاتر حين يكون أمام القضايا، والمحاكم، فهو مُدان حتى قبل أن يدخل إلى قفص الإتّهام...