يحمل الأمير علي بن الحسين إلى ملايين المتابعين والمهتمين بكرة القدم، رسالة بلده: التغيير . فـ«الفيفا» لم تعد ببراءة اللعبة وامتاعها، وإنما تحولت الى مؤسسة تقف على أعلى قمة في الاقتصاد الحر. بما تحمله هذه المؤسسات من الفساد وعالم البزنس في ترويج مصالح كبرى كالألعاب الأولمبية: مكانها، نقلها بالأقمار الصناعية، إعلاناتها التجارية.. فنحن هنا نتحدث عن ملايين .. مئات الملايين من الدولارات .
لقد راجت في السنوات الأخيرة شائعات تتناول شفافية اللجنة العليا، وإدارات «الفيفا» ذات العلاقة، فهناك دول تدفع الملايين لاقامة الألعاب في عواصمها، يتساوى في ذلك روسيا أو قطر أو بريطانيا، وحين بدأ التحقيق من أميركا وشمل اعتقال عدد كبير من العاملين في الإدارات العليا في سويسرا بتهم الرشوة والفساد، برز الأمير علي كوجه رياضي متميز كوجه الأردن الجميل.. ليحمل المسؤولية الأرفع في انتخابات الجمعية العمومية مساء أمس الجمعة، وسط حشد من التأييد الأوروبي والاسترالي.. ومع الأسف وهذه هي المرة الثانية التي لا يحوز الأردن تأييد عدد من أشقائه العرب.. فقد كانت المرة الأولى لدى ترشح الأمير زيد بن رعد للأمانة العامة للأمم المتحدة. وها نحن أمام التجربة الثانية في ترشيحات الفيفا. وقد أوجعنا تأييد الممثل الأوروبي اللاعب والإداري والشخصية الرياضية المميزة بلاتيني للأمير علي، والتأييد الاقيانوسي .. في حين لم نسمع ولو صوتاً عربياً واحداً يقول لأمير يحوز على ثقة الأكثرية في أوروبا: نحن معك.. بملء الصوت .
لم نطلع على نتائج انتخابات الجمعية العمومية للفيفا أثناء كتابة هذا المقال. ولكننا نقول نحن لم نخسر في الحالين: فالأمير علي فاز قبل الانتخاب، والأمير زيد بن رعد يشغل الآن مسؤولية أعظم، هي مسؤولية رئاسة لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
الأمير علي حمل «للفيفا» أوضح برنامج عالمي للتغيير فهو مع بناء مدن رياضية وملاعب في دول العالم الثالث، التي يرفض أن تكون حاضنة للاعبين متميزين يهاجرون من بلدانهم إلى النوادي الكبرى الفنية في أوروبا. ويباعون بعشرات الملايين من نادٍ إلى ناد بدل أن يكونوا رصيداً لبلدهم، ولفقراء العالم المولعين بالرياضة إلى حد الجنون .
حاملو اسم الأردن العظيم إلى العالم كُثر ومنهم طبعاً أمراء هاشميون مميزون. لكننا الآن أمام نصر أخلاقي لا مثيل له. فالأمير علي لا يوزع الملايين ليشتري منصباً عالمياً، وإنما يوزع بخلقه الرياضي، وتمثيله المخلص لبلده وشعبه: برنامج التغيير.
الراي