تعبت السنة أئمة المساجد في الدعاء فاشتد البلاء , وما من امام مسجد من المغرب الى باكستان الا ويدعو الله في كل خطبة جمعة أن يوفق ولاة المسلمين الى ما يحبه ويرضاه وأن يرفع البلاء عن الامة الاسلامية , والنتيجة أن ولاة الامر يزدادون بعدا عن الله وعن شعوبهم , والفتن والحروب اشتعلت في كافة ارجاء بلاد المسلمين , أفلا يتساءل الائمة عن سر اغلاق ابواب الاستجابة الربانية في وجوههم ؟؟ أم هي كلمات يكررونها لترفع بها التقارير الى الحكام فيرضون عنهم ويرضونهم ؟!
تأملوا في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام اذ يقول :
كيف بكم اذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال (ص) : نعم: كيف بكم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل له : يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال : نعم وشر من ذلك . كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا .
الا يحدث الان وفي بلدنا أن اختفى الامر بالمعروف وجاهر كثيرون بالامر بالمنكر ؟؟
خلال شهر واحد سمعنا مسؤولا رفيع المستوى عبر الاعلام الرسمي يدعو الى الاستثمار في صناعة الخمور ويصفه بأنه ( بترول الاردن ) !! وسياسيا كبيرا يدعو الى انشاء كازينو مقامرة , وحفلا للشواذ برعاية سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في عمان , فلا وزارة الخارجية أحتجت ولا المفتي وقاضي القضاة أستقالا !!
هذا هو الامر بالمنكر الذي لم تهتز له مؤسسات الفتوى والقضاء الشرعي والاحزاب ( المتأسلمة ) التي كانت تشد الرحال الى ساحة المسجد الحسيني تقود المسيرات لأسقاط الحكومات .
وقفوا صفوفا متشابكة بلحى منسقة يتقدمون المسيرات احتجاجا على الانتخابات النيابية .. غضبوا لغيابهم عن المقاعد النيابية , ولكن غالبيتهم سكتوا عن المنكر الذي ينخر المجتمع .
اننا لا نجد اختلافا في مواجهة المنكرات بين موقف علماء المؤسسة الرسمية وموقف علماء مؤسسة المعارضة السياسية , الاختلاف يظهر فقط في الخنادق السياسية والمناصب الرسمية .
وحتى يعرف الناس سر ذهاب دعوات الائمة سرابا نعود الى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام اذ يقول ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم ) .
خذوا العبرة مما حدث لشعوب شقيقة حولنا كان الامر بالمعروف فيها يجلب السجن أو الاعدام والامر بالمنكر يجلب المناصب والاموال , فانتشر الظلم والقهر والفساد والفقر واستوى العالم بالجاهل فعمت الفتن وانتشر القتل والخراب .
انها امانة نضعها في اعناق العلماء الذين يتصدرون المناسبات الدينية والمؤتمرات ( الوسطية ) سيسألون عنها عند عزيز جبار .
ايها السادة الاجلاء اتركوا الصرعات السياسية والمناصب الرسمية وتفرغوا للأمر بالمعروف وازالة المنكرات من المجتمع قبل أن يصلنا البلاء والعقاب .