تباً لك أيها الجسد المنهك.. القابع في زاوية غرفة..
سَئِمَتْ منكَ ... وسئمْتَ منها..
تباً لحرب الكلاب المسعورة.. تقتات على الأشلاء...
وهذا الجسد منهك، لا يستطيع حتى لَمْلَمة الأشلاء ... والبحث عن دَفْنٍ حَنون !
ليغرس خشبة تقول "ذُبِحتُ هنا"...
وثانية " رأسي هنا"...
وأُخرى " لا ادري أين باقي أعضائي؟" ...
وخشبة تصرخ "انا ميت..انا ميت لا داعي لطلقات اخرى"
هل مَلَلْتُم المشاهدة والحديث... عن :
القتل.. الذبح والتقطيع ..
الإبادة.. وإهانة الكرامات وإذلالِها..
هل مللتم البحث عن من وراءهم؟
.. اجندات .. تقسيمات ..
إعلام.... قنوات .. قنوات .. إعلام..
وإعلامٌ آخر ..... سكوتهُ ذهب والماس، جواهر ودولارات، بترول وغاز !
انتهت المفردات...
واحباطٌ تلو إحباط ..
ومن شدّة إحباطاتنا لبسنا قناع "عدم الإكتراث"
فالألم شديد..
والروح هشّة ...
والحزن مؤلم جداً ...
فسَكَتَ اللسان!
وأصبح القلم يرتجف وَصْفاً... فتَسَمٌرْ..
أصبحنا نغار من العصافير، ونتساءل "كيف هي سعيدة؟"!
وكيف للشمس ان تشرق كل يوم!
وكيف للفصول ان تحضُر.. وكأن شيئاً لم يكن!
أصبحنا نشك في دوران الارض !
تدور او لا تدور... مستطيلة مستديرة أم نفق مستدير !!!
فقد قُذِفنا خارج معادلة الزمن...والحياة
وأصبحنا" غرباء" لأرضٍ، المفترض ان تكون لنا جميعاً...
أصْبَحَتْ شكوكنا في كل " مُتحرك" و " ثابت " !
وهربنا من قسوة الواقع ... لنبحث عن خيال ممتع ..ورقيق!
حتى صرنا في " أزمة" .. ما هو واقع .. وما هو خيال !
أصبحنا اشباحاً مُتحركّة.. ترى وتسمع ...
وتؤدي واجبات الحياة وطقوسها .. كرجل آليٌ ... بلا دمع !
نصفق بلا وعي... نضحك بهستيريا ألم.. ننام بالمسكنات ..
ونأخذ "سيلفي" أخير...
آملين لِشَمْسِنا بأن تستسلم.... لنكّف عن الحياة !
هناك شمس أجمل بالإنتظار!
وهواء أنقى للتنفس ... بعيداً عن شمس قابيل ..
وقبيلته المهابيل وباقي آكلي البشر!
أهلاً بكم احبائي ... .. هنا جهنم!