الأمن العام .. من طبارة الى السعودي
صبري الربيحات
28-05-2015 01:06 PM
حسمت التخمينات حول هوية مدير جهاز الامن العام رقم 27.. وقد جاء ذلك بتاريخ 27 ايار من هذا العام وبعد ايام على استقالة المدير المفاجئة وما صاحبها من تحليلات حول اسباب الاقالة وهوية المدير الجديد.
المدير الجديد هو احد رجالات الجهاز ممن التحقوا بالخدمة عام 1980 ضمن الفوج الرابع من خريجي جامعة مؤتة واظن انه خامس المديرين الذين جاءوا من خلفية شرطية خالصة فغالبية المدراء السبعة والعشرين جاءوا من خلفيات عسكرية في حين كان معالي عبدالمجيد الشريدة المدير الاوحد الذي جاء من القطاع المدني...
بعض المدراء انتقلوا للشرطة واصبحوا شرطيين محترفين كالمرحوم حكمت مهيار الذي تنقل بين ادارة الامن وشرطة العاصمة واحب المهنة ولم يابه للتراتبية فقد عمل مديرا للعاصمة بعد ان كان مديرا للامن العام.
اول المدراء الذين جاءوا من خلفية شرطية خالصة كان اللواء ذياب يوسف والذي عاد للخدمة عام 1985 بعد ان تقاعد من الامن العام وعمل محافظا للكرك... والثاني اللواء عبد الرحمن العدوان الذي خلف الفريق فاضل علي عام 1993 ليستمر لسنوات ويرفع لرتبة فريق تلاه اللواء نصوح محي الدين الذي كان قد تقاعد والتحق بالداخلية مديرا للاحوال المدنية واستمر في الخدمة لسنوات ورفع الى رتبة فريق ليتقاعد مع بداية عهد الملك عبدالله الثاني.
مع بداية الالفية الثالثة توالى على قيادة الجهاز 7 مدراء خمسة منهم جاءوا من القوات المسلحة او كانوا قد امضوا جل خدمتهم فيها وهم ظاهر الفواز وتحسين شردم ومحمد العيطان اضافة الى حسين المجالي وتوفيق الطوالبة... في حين عين اثنان من ابناء الجهاز مديرين له هما مازن القاضي وعاطف السعودي..
خلال عمر الجهاز الذي بلغ 59 عاما لم تتجاوز المدة التي تولى فيها الشرطيون قيادة الجهاز العليا عشر سنوات في حين ان المدراء الذين جرى اختيارهم من القوات المسلحة او خلفيات اخرى اداروا الامن العام لما يقارب نصف قرن.
جميع الذوات الذين تولوا القيادة كانوا على سوية عالية وتمتعوا بدرجات من التميز والاخلاص اسهمت في تطوير الجهاز ودفع مسيرته الى الامام ... لكن الشرطة اصبح لها علوم وتراث وحرفية تستدعي ان يلم بها المدراء وألا ينحوا باتجاه عسكرة الجهاز الذي وجد ليمنع ويكافح ويضبط الجريمة ضمن اطر قانونية وبالتعاون مع اركان الضابطة العدلية بعيدا عن ميادين الرماية والتسديد على الاهداف.
بهجت طبارة وكريم اوهان ومحمد المعايطة ومحمد هاشم وحكمت مهيار وراضي العبدالله وابو رسول وغازي عربيات وعبدالهادي المجالي وفاضل علي وعزت غندور وانور محمد ومحمد ادريس وكل الشخصيات التي تولت قيادة الجهاز حفرت لها مكاناً على جدار التاريخ الاردني فسلام على ارواح الاموات منهم وتحية للاحياء فما زالت ذكراهم الطيبة تحتل مكانا دافئا في قلوب الذين عرفوهم وعملوا تحت امرتهم.
نبارك للواء عاطف السعودي الموقع الجديد ونتمنى له ولرفاقه قادة الجهاز ومنتسبيه كل التوفيق في اداء المهام النبيلة بالروح الشرطية التي عرفها حكمت مهيار وذياب يوسف وعبدالرحمن العدوان ونصوح محي الدين ومازن القاضي...
فالاردنيون يتطلعون الى عمل شرطي محترف والى وجوه تبعد الخوف وتبدد القلق وتنهي زفرات التوتر.. يريدون ان تكون بيوتهم آمنة ولصوصها خلف القضبان... يأملون ان يستردوا سياراتهم المسروقة دون التفاوض مع اللصوص... ويتمنون ان يمر الصيف دون ان يقلقهم ويخيفهم ازيز رصاص الاعراس او تعطلهم مواكب الاعراس وكرنفالات الخريجين.
كثير ممن سرقت بيوتهم مرتين يستفسرون عن هوية المدير الجديد ويتطلعون الى اليوم الذي يتم فيه استدعاؤهم لطوابير التشخيص للتعرف على هوية اللصوص الذين لمحوهم من خلف الاقنعة ودعوة اقسام الشرطة لهم للتعرف على حلي زوجاتهم التي ذهبت في الصيفية الماضية..
الاردنيون يحبون اهلهم ويتغنون بامنهم ويسمعون ارشادات المحقق الذي اخبرهم ان يتخذوا الحيطة والحذر فقد اغلقوا البوابة بقفلين ونصبوا كاميرا المراقبة لكنها تعطلت وعاد السارق ليأخذ ما تبقى من الاثاث في الليلة التالية وترك نصف البطيخة التي ذبحها وغرز سكينه في نصفها الذي لم يتمكن من ابتلاعه..
للمدير الجديد دعوات التوفيق واماني النجاح وللجهاز الذي نعتز بمنتسبيه تحية على الجهد الذي يقومون به ودعم للخطط القادمة وامانينا بان يحفظ الله رجالنا ونساءنا الذين اختاروا بان يسهروا لننام ويواجهوا مخاطر الذين احترفوا التعدي والاستمتاع بخرق القانون.