بأخلاق الكبار وتواضع الأمراء لم يشأ الامير الشاب علي بن الحسين ان يركب الموجة وأن يدخل من ضعف منافسه على منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد الفضيحة المدوية التي تناقل تفاصيلها يوم أمس العالم كله باعتقال عدد من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي بتهمة تلقي الرشا خلال فترة توليهم امور القيادة في جمهورية الفيفا وقبل ساعات قليلة من موعد الاستحقاق العالمي الانتخابي المثير.. حيث اشار مرشح العرب بكلمات واضحة ومعبرة الى "اليوم الحزين" الذي ضرب مصداقية الفيفا وهز سمعة امبراطورية كرة القدم العالمية التي حاولت طوال الفترة الماضية النأي بنفسها عن كل ما يدور من حديث حول شبهات مست الرجل الاول في الاتحاد وانسحبت على خلية العمل الكبرى التي تحوم حوله، وتدور في فلكه، ومنهم رؤساء بعض الاتحادات القارية الذين روجوا وقادوا حملة بلاتر الانتخابية نيابة عن الرجل، لا بل ان بلاتر نفسه لم يكن بمثل براعة هؤلاء بالترويج له وتزوير الحقائق، من اجل نيل بركاته ومعوناته..!!
ولعل اختصار الأمير علي الاحداث التي حصلت امس بكلمات واضحة "يوم حزين" يعيدنا الى بداية حملته الانتخابية عند انطلاق رحلة المنافسة على منصب رئاسة الفيفا، وهو الذي حذر وقتها من الفساد الذي استشرى في الاتحاد منذ سنوات وأهمية معالجة هذا الوضع الذي من شأن استمراره التأثير في مسيرة اللعبة وضرب مصداقية امبراطورية الكرة في العالم هذا الى جانب افكار التطوير والاصلاح التي طرحها لتلامس عمق المشاكل وصراعات النفوذ بين كبار أركان الفيفا التي تحكمت في كل المقدرات وتم تجيير مكتسباتها للاشخاص ضمن الدائرة الضيقة لرجل الكرة الاول صاحب السطوة العجوز بلاتر..!
وترانا لا نعول كثيرا على مصداقية العديد من الاتحادات الكروية في العالم التي ربما حددت مواقفها المسبقة ووضعت مصداقيتها على المحك بعد التطورات الخطيرة التي حصلت ويفترض ان تبدل من قناعاتها.. لكننا نضع المواقف العربية على محك الاختبار في الموعد المشهود حيث الفرصة باتت متاحة اليوم اكثر من اي يوم مضى لتبديل المواقف وتحديد بوصلة الاتجاه التي حادت عن مسيرها في الاشهر الماضية لدى العديد من الاتحادات الكروية الشقيقة وباتت بحاجة لوقفة صادقة بعد الاخبار الصادمة التي لامست بلاتر ومن لف لفه..!
قلوبنا وقلوب الاردنيين والعرب مع الامير علي في هذا الاختبار الصعب الذي نتمنى اجتيازه بنجاح بفكر الشباب الذي يحمله ومنهج التغيير الذي رسمه طريقا لبداية عهد جديد متجدد يقود مسيرة الفيفا بدماء جديدة.. فان تكحلت عيناه بالفوز يكون قد بدأ عهدا جديدا وانطلاقة عالمية تحتاجها كرة القدم، وان لم يتحقق فقد كسب شرف التجربة… بالتوفيق.
العرب اليوم