لان عنوان المقال لا يمكن ان يكون مكونا من عشر كلمات وإلا كان يمكن ان لانتحدث عن كرتونة الرئيس بل ايضا كرتونة المدير والوزير وكل اصحاب المواقع المتقدمة، وهذه الكرتونة هي التي يحتاجها كل اصحاب هذه الألقاب لوضع مالهم من أوراق وأغراض في مكاتبهم لحظة مغادرتهم مواقعهم وعودتهم الى بيوتهم.
والرئيس ليس فقط من كان رئيس حكومة بل هناك مواقع عديدة من يقودها أشخاص يحملون لقب رئيس ، وكلما كانت صلاحيات وامتيازات الرئيس اكبر كلما كانت مرارة الكرتونة اكبر ، فالكرتونة لا تضم فقط الأوراق وعلبة مطهر اليدين وربما بعض العلكة وملبس على نعنع بل تضم معها حسرة لأن صاحب الكرتونة سيعيش مرحلة قادمة باقل قدر من رنين الهاتف، ولن يسمع كثيرا لقبه كما يسمعه قبل ظهور الكرتونة، وسيسمع من ضميره المستتر نقدا حقيقيا لما فعل حتى وان كان يتقن ممارسة خداع الآخرين به.
الكرتونة مثل الموت كأس كل مسؤول يشربه، لكن الفرق بين من يترك وراءه سمعة طيبة وأداء صادقا، وبين من لا يترك خلفه الا ما تتركه سيارات الشحن وقلابات الرمل من دخان وهي تطير على الطرق، والكرتونة يلم فيها المسؤول تعابير وجوه من حوله التي قد لا تكون حقيقية وهو في موقعه لكن عندما تظهر الكرتونة يغيب الخوف والمجاملة والنفاق وتكون الكرتونة هي صندوق اعمال المسؤول ، تماما مثل التابوت الذي يحمل الميت ، حيث يكون اكثر مدحا يحصل عليه الميت الرديء « اذكروا محاسن موتاكم « اي ان هذا الميت سيّء السيرة بلا محاسن تذكر.
ليصنع كل مسؤول لنفسه كرتونة صالحة، فالكل يغادر، وميزة العمل العام في الاْردن ان المسؤولين لا يقضون سنوات طويلة مثل دول اخرى، فعمر المسؤول بين عام وثلاثة، وكل له يوم وله كرتونة فليصنع كل شخص لنفسه كرتونة تشرفه ولا تخزي ابناءه من بعده.
الرأي