لماذا غابت النقابات المهنية عن عيد العمال .. ؟!
عودة عودة
27-05-2015 01:02 PM
يتساءل المرء في هذه الأيام: لماذا نأت النقابات المهنية الأردنية (والتي تضم أكثر من 140 ألفا ينتسبون لـ15 نقابة مهنية)... بنفسها عن الاحتفالات التي تقام سنوياً بعيد العمّال والذي أصبح منذ العام 75 من القرن الماضي عيداً وطنياً أردنياً وهو عيد عربي وعالمي بامتياز أيضاً.
ويستغرب المرء أن هذا الغياب للنقابات المهنية الأردنية عن هذه الاحتفالات يأتي من جزء هام وأساسي من الطبقة العاملة كما ان هذا الغياب ليس غياباً أردنياً فقط، فالغياب عربي شامل لجميع النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية في وطننا العربي من أطباء ومهندسين ومحامين وصحفيين وأطباء أسنان وصيادلة وأطباء بيطريين ومهندسين زراعيين وغيرهم.
إنّ هذا الغياب الأردني والعربي عن هذه المناسبة المهمة غير مُبرر وغير مقبول من 95% من منتسبي النقابات المهنية الأردنية والعربية الذين يعملون ليأكلوا بعرق جبينهم كأي عامل في هذه الدنيا، كما أن هناك آلافاً منهم يجبرون على العمل لأكثر من ثماني ساعات في اليوم، وأن هناك المئات من تطالهم اصابات عمل سنوياً تؤدي كثير منها إلى العجز أو الوفاة، كما أن الفصل التعسفي يطالهم كما يطال زملاءهم العمّال وبحجج كثيرة، كإعادة الهيكلة في المؤسسات، كما يجري منع الكثير منهم للانخراط في العمل النقابي وتشكيل لجان نقابية في المؤسسات المختلفة لمواقع العمل، كما تطال هذه المظالم الرجل العامل والمرأة العاملة وهم بالطبع من الأطباء والمهندسين والصحفيين والصيادلة وغيرهم. ولا أعتقد أن هناك أيّ نوع من التعالي من النقابات المهنية على النقابات العمّالية.
ومن تجربتي الصحفية النقابية في نهاية التسعينيات، فقد فوجئت بانضمام مدير عام شركة الإسمنت المهندس طالب الرفاعي حينذاك - إلى اضراب عمّال الشركة ونقابتهم ورئيسها محمود الحياري، وفوق ذلك ألقى كلمة في المضربين عن العمل اعتبرتها تحريضية قال فيها: إن أي زيادة في أجوركم ستطالني وهذا السبب الرئيسي لانضمامي إليكم وبكل بساطة!؟
وتتعاظم الحاجة لاحتفال النقابات المهنية بعيد العمّال في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت منذ عدة أشهر تطحن القوى العاملة في العالم بأكمله وفي قلبه وطننا العربي وقد بدأت هذه الأزمة بالتاثير السلبي على بلدنا وعلى الأخص على أبنائنا من المهنيين والعمّال العاملين في الخارج، وبخاصة في الخليج العربي والعديد من المدن الأميركية والأوروبية وغيرها.
النشاطات العديدة للنقابات المهنية الأردنية لا ينكرها إلا جاحد فقد أضاءت هذه المؤسسات الوطنية وبقوة ولأكثر من نصف قرن على قضايا كبيرة مهنية ووطنية وقومية وإنسانية، ومؤتمراتها العلمية يشهد لها جميع المهنيين الذين يزورون بلدنا للمشاركة فيها سواء كانوا أشقاء عرب أو أصدقاء من دول العالم المتقدم والنامي، كما دأبت نقاباتنا المهنية بمناصرة جميع القضايا العربية بدءاً من ثورة الجزائر والعدوان الثلاثي على مصر وإنتهاء بالاعتداءات التي أدت إلى احتلال فلسطين والعراق إضافة إلى الحروب المتكررة على لبنان والتي انتهت بدحر هذا الاحتلال في نهاية القرن الماضي.
لا بد أن احتفال النقابات المهنية الأردنية بعيد العمّال سيكون له نكهة أخرى مميزة عن احتفالات النقابات العمّالية التي تقوم بهذا الدور من 40 عاماً وحدها مشكورة وكما يقولون: اليد الواحدة لا تصفق!؟.