"اليرموك" و "الاعلام" والتكريم الملكي
أ.د. خلف الطاهات
26-05-2015 04:53 PM
أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني على كلية الاعلام بجامعة اليرموك بوسام الاستقلال من الدرجة الاولى تقديرا لرسالتها الوطنية في تعزيز رسالة الاعلام الوطني المسؤول والاحترافي.
والتكريم الملكي غير المسبوق لواحدة من بين مئات الكليات في الجامعات الحكومية والخاصة ما هي الا رسائل ملكية متعددة المضامين والدلالات والاتجاهات.
هذا التكريم في البداية يتزامن مع احتفالات الوطن بعيد استقلالنا المجيد التاسع والستين، اذ ليس هناك على اجندة الدولة الاردنية ما هو ارفع واهيب وارقى من مناسبة بحجم صناعة المجد والتاريخ والمثمثلة بعيد الاستقلال المجيد التي تروي قصة وطن بني بزنود الاباء والاجداد وتوارثوا الفخر والمجد جيلا بعد جيل.
ولعل ابرز دلالات هذا التكريم الملكي هو "اطمئنان" صانع القرار على المسار الواضح والثابت والدور الطليعي للاعلام الوطني الاردني من ان رسالة الوطن مستودعة بايدٍ امينه مُسيّجة بحبر صحفييها وحروفهم واصوات حناجر اعلاميينا التي ترعد عبر الاثير الحر ليعلو في سماء الحق والبطولة ليعلو فوق ارادة كل جبان وخسيس.
لقد اظهر اعلامنا الوطني خلال العقود الماضية ومنذ تأسيس الدولة الاردنية انه ضمير الوطن الحي وقلبه النابض وسياجه المنيع وما كان هذا التجلي الاعلامي ليكون لولا يرموك العز وكليتها العريقه واكاديمييها الذين تشرفوا بزرع معاني الولاء والانتماء الصادق في نفوس طلابهم ليقدموهم للوطن والقائد جنودا في الحق وسباعا تزأر مزمجرة في وجه اهل الباطل والمتربصين بالوطن واهله..فكانوا نعم الغَرس ونعم من نهض برسالة الوطن ورسم صورته الابهى عربيا واقليميا ودوليا!
التكريم الملكي لاعلام اليرموك ورئيسها المخضرم عبدالله الموسى ما هو الا تجديد ملكي لثقته باعلامنا الوطني، وهو تكريم يضاعف من مسؤوليات كافة الاطراف لبذل اقصى الجهود ليبقى اعلامنا حرا وصحافتنا طهرا يؤدي رسالته بكل كفاءة واقتدار دون تهاون بحق الوطن وبلا هوادة تجاه اعدائه المتربصين بامنه واستقراره.
ولا ننسى في غمرة احتفالاتنا بالاستقلال المجيد انه في استراتيجيات الدول المستقره والواثقة في نهجها وتقدمها ان الاعلام الذي هو الرسالة والضمير لا يقل شانا عن دور الجيوش والاجهزة الامنية، بل الاعلام الوطني هو ركن من اركان هذه الدول وهو الوسيلة التي يستخدمها القادة في حسم جولات مفصلية في معركة كسب العقول والقلوب.
نبارك لليرموك ولرئيسها الدكتور عبدالله الموسى وللرؤساء السابقين ولجيل الرواد من اكاديميي الصحافة والاعلام على هذا التكريم.. ولخريجات وخريجي صحافة اليرموك من زميلاتي وزملائي في مواقعهم الوظيفية والاعلامية ولطلابي الذين يتاهبون للانطلاق من قاعات الدراسة للانضمام الى ميادين العطاء والانجاز لخدمة الوطن والقائد..الف مبروك وكل عام والوطن وقائده واليرموك بالف خير
Khalaf.tahat@yahoo.com