هل علّة المستكتبين في تعدد ولاءاتهم ؟ ..
خليل استنبولي
03-05-2008 03:00 AM
نستهل بالسؤال أعلاه، ردا على سؤال تصدر نصا غير بريء حين طعن بغير وجه حق إلا وجه الاسترزاق الرخيص، بعضا من الخيرة في العمل الإعلامي، متلمسا في طعنه الممجوج المس بأهداب المقر السامي متوهما الابتزاز أو لفت النظر..وباسم مستعار يختبئ خلفه منذ زمن صاحب المقال، وبادعاء كاذب أنه يكتب من خارج الوطن، موحيا بوجود مكتب خارجي لموقعه البائس، ينفث سمه الزعاف عضا على أيد بيضاء يتجنبها السوء لعفتها وهي الأيدي التي تتوسم بالجميع خيرا ولا تستثني أحدا، للوصول إلى حالة إعلامية رفيعة وموضوعية بعيدة عن الإنشاء بلا معنى، أو الهتاف والتصفيق..والغاية القصوى لديها كانت ولا تزال الترفع عن الصغائر والخروج بإعلام عربي موضوعي مهني ملتزم بالحرية المسؤولة.
معيب والله أن نسفح غضبا غير مبرر على الورق كلاما وقذفا والمعيب أكثر من ذلك، إدعاء المهنية في مادة صحفية حين يدعي كاتبها أن هناك من يتكلم –سواه- منتقصا من دور دائرتي الإعلام والاتصال والتشريفات في الديوان الملكي العامر بالخلق ورفعة التهذيب.
معيب والله أن يكون الولاء لدى البعض، مسحوبا على شيكات الاسترزاق الرخيص، فلا يميز بين الدعم للحالة الإعلامية ونبل الغاية في الدعم، لتختلط لديه الأمور فيراها استحقاقا لخدمات لم يطلب منه أحد أداءها، فيوظف نفسه إما مادحا او شاتما.
متعدد الولاء هذا يتهم بأقذع الألفاظ خيرة الخيرة، ممن خبرناهم وعرفناهم، ويرى فيهم "محتكري ولاء"، وهي حسابات في الولاء لا يراها إلا صاحب حسبة وأرقام، فمتى كان الولاء محل احتكار؟ ومتى كانت مشاعر الحب للهاشميين تدخل في سياق لغة الصفقات؟
ويورد المستكتب في سياق ما يورد، حكاية، لا يهدف من ورائها إلا الصيد والتصيد، فينصب نفسه خبيرا إعلاميا ويصنف الرقباء إلى رقيب أمني ورقيب ملكي! متناسيا أن الناس هم وسيلة الإعلام الأولى فيما تتواتره الحكايات بينهم عن حكايا سيدنا معهم، وهم الأقدر على روايتها، أما طريقته الممجوجة في موقعه الإلكتروني فهي التي تشوه الصورة بالمديح المباشر، والتمجيد والتهليل، و"سيدنا" نفسه لا يحب ذلك.
ويتمادى في غيه وضلاله المهني حين يورد هذا المستكتب ما مفاده ان لديه متحدثين يتفقون معه من سياسيين ومعنيين دون أن يورد اقتباسا منسوبا واحدا، وهي طريقة ساذجة يمكن لأي كان أن يستخدمها لبعث المصداقية في حديثه، مبتعدا عن أبجدية المهنية الصحفية، لاجئا إلى جيوش وهمية من طواحين هواء يتوهمها تتحدث معه وله.
جل الحكاية، وببساطة، أن "أخينا" أصلح الله ضميره المستتر خلف غاياته، ضاقت عليه الدنيا وهو المعتاد على ترفها وراحها، وحين اصطدم بنزاهة الإنفاق الحكيم في المقر السامي، والذي لا يتوافق مع هدره وتبذيره، لجأ إلى الغضب والانفعال، بلغة تصعيد عفا عليها الزمن، خصوصا أن أوراقه مكشوفة لدى الجميع، وليس في الأردن فقط..
نقول لأخينا، أن الإعلام سقف حريته السماء، والتضليل قاع قيوده أدنى الأرض، وشتان بين كلمة حرة ومسؤولة، وبين كلام زبد يذهب جفاءا .