ما كان خلال العقود الماضية من خطابات ولقاءات واحاديث سواء ما كان منها صدقاً او تضليلا، كان يستعمل مصطلح المعركة المصيرية عند الحديث عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني, ودائماً كانت هذه القضية توصف بأنها القضية المركزية حتى عندما كانت هذه القضية تتلقى الهزائم من اهمال أو انشغال بالخطابات دون استعدادات أو أي أسباب أخرى.
لكننا اليوم نجد أمامنا خارطة من المعارك المصيرية ليس من بينها معركة مع الكيان الصهيوني, والبداية فلسطينية حيث معركة «الدولتين» مع بعضهما البعض, ولو كانت المعركة المصيرية مع الاحتلال لكان جهد «السلطتين» موجهاً من كل سلطة لاختها, ولما كان الاتفاق مع اسرائيل ممكناً اكثر من اتفاق بين فتح وحماس.
اليوم المعركة المصيرية في سوريا مع المعارضة والتنظيمات المتطرفة ودول اخرى داعمة لها, والمعركة المصيرية لدول الخليج هي سوريا واسقاط نظامها, أو ضد الحوثيين في اليمن, وايضاً معركة قوى اليمن ضد السعودية وحلفاءها, والمعركة المصيرية لمصر الارهاب والاخوان, ولبنان معركة الدولة الحفاظ على امنها ومعركة حزب الله على الارض السورية, وفي العراق هناك معركة مصيرية لكل طرف, فالسُنّة لهم معاركهم, والشيعة لهم معاركهم وكذلك الاكراد.
واذا استبعدنا قليلاً ففي ليبيا مجموعة من المعارك المصيرية للدولة ولكل مجموعة من (البكبات) المدججة بالأسلحة معركة, ولتونس معارك ضد الارهاب, وفي السودان معارك مصيرية مع الجنوب.
سلسلة لا تنتهي من المعارك المصيرية التي ليس من بينها معركة مصيرية ضد الاحتلال, والطرف الوحيد الذي له معركة مصيرية حول فلسطين والقدس هو الكيان الصهيوني الذي يعمل براحة واسترخاء يمارس التهويد والاستيطان, ويعمل باحتراف على افشال كل المحاولات الخجولة لايجاد حالة تفاوض.
وحتى مصطلح القضية المركزية فقد اصبح لا قيمة له فلكل منا قضيته المركزية حتى القوى الفلسطينية التي تحكم ولها وزراء وعلى سياراتها لوحات ارقام رسمية, واحياناً نجد القضية المركزية لزعيم ثوري مهما كان لونه السياسي حماية استثماراته سواء كانت في عاصمة عربية أو اجنبية.
الراي