انتشرت في الآونة الأخيرة كليبات عربية غنائية تحسب على نفسها على (الفن) ..عندما تشاهدها تدرك إلى أي درك وصلت هذه الأمّة التي تدّعي البحث عن النصر ..!
كليبات يمجّها المجون و تصفّق لها الإباحيّة ..آخرها كليب «سيب إيدي»..ومن يشاهده سيرى أن فيه لمس كل شيء في جسد الأنثى إلا الايد ..وما زال الخبراء جارين في البحث عن أسباب تسمية هذه الأغنية بـ سيب إيدي ..!
لا جدال بـ دعارة هذا الكليب ..ولا يختلف عليه ضمير ..ولا يناقش فيه حتى داعر ..حتى صاحبه اعترف أنه لجأ للعهر من أجل الشهرة ..وبطلته خريجة شقق دعارة بوثائق الداخلية المصرية ..!
ما أودّ قوله فكرة واحدة فقط : هذا ليس تعبيراً عن انحاط فني فقط ..بل هو كليب سياسي و بامتياز ..لأنه يعبّر عن تطور سياسي عربي حقيقي ..فالنظام الرسمي العربي الذي يلاحق كل شاردة وواردة و يعد أنفاس الناس ؛ يسمح بوجود مثل هذا الكليب ..بل أن اصحابه يمارسون دعارتهم الفنية دون خوف ..هذا يعني أن السياسة العربية منحت الحريّة المطلقة في الجنس العلني ..وهذا يعني أن السياسة العربية بعد أن باعت الأوطان والأديان فإنها الآن تبيع الجنس على قارعة الطريق و في الفضاء الالكتروني و في شقق الفضائيات العربية ..!!
لا يختلف أصحاب كليب «سيب إيدي» شيئاً كثيراً عن كثير من المتصدرين و المتصدرات للمشهد الثقافي العربي أيضاً.. لأن من مؤهلات الشاعرة الجديدة ليش الموهبة الأدبية وليس صقل الموهبة ..بل هو شرط واحد : جسد قابل للأخذ و العطاء .. ومن شروط الأديب الجديد : إحضار امرأة واحدة جاهزة لكل شيء ..!
نحن لا ننحدر ..نحن انحدرنا و الذي كان كان ..المطلوب سريعاً أن يمدّوا لنا أهل الخير حبالاً طويلة ومتينة كي نقضي بقية العمر بالتكفير عن دعارتنا التي أسميناها سياسة و فنّاً و ثقافة ..!! الدستور